أشارت دراسة حديثة إلى أنّ الاكتئاب والقلق يزيدان خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة بين الفتيات والنساء متوسطات العمر.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنّ الباحثين درسوا 71214 حالة لأشخاص لديهم تاريخ من القلق أو الاكتئاب، وخلصوا إلى أنّ هؤلاء معرّضون بنسبة 55% للإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول أو مرض السكري، وخاصة النساء الذين تقلّ أعمارهنّ عن 50 عامًا، والذين كانوا أكثر عرضة للإصابة بعوامل الخطر القلبية الوعائية بمقدار الضعف تقريبًا مقارنة بأي مجموعة أخرى.
وأظهرت دراسات سابقة أنّ التوتر والصحة العاطفية يُمكن أن يكون لهما تأثير كبير على قلوب النساء.
لماذا يؤثّر التوتر على قلوب النساء؟
وخلصت دراسة استمرّت 10 سنوات وشملت 3600 رجل وامرأة في ولاية ماساتشوستس، إلى أنّ النساء اللواتي يكتمن مشاعرهن أثناء الشجار الزوجي كنّ أكثر عرضة للوفاة بأربعة أضعاف مقارنة بالنساء اللواتي عبّرن عن آرائهنّ دائمًا.
كما وجدت دراسة استمرت 18 عامًا وشملت 860 امرأة أسترالية، أنّ الإصابة بالاكتئاب تُعدّ بمثابة عامل خطر للإصابة بأمراض القلب التاجية لدى النساء، وأنّ قوة الارتباط بين الاكتئاب وأمراض القلب من أكبر عوامل الخطر.
وقال روي زيغلستين طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة جونز هوبكنز: "تدعم الدراسات وجود علاقة أقوى بين الاكتئاب وأمراض القلب لدى النساء مقارنة بالرجال".
وأشار زيغلستين إلى حالة تسمّى اعتلال عضلة القلب "تاكوتسوبو" المعروفة أيضًا باسم "اعتلال عضلة القلب الإجهادي" أو متلازمة القلب المنكسر، وهي أكثر شيوعًا عند النساء. وأوضح أنّ هذه الحالة تصل إلى 90% من الحالات لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 58 و75 عامًا. وبينما يتعافى العديد من الأشخاص، يُمكن أن تكون الحالة مهدّدة للحياة، وغالبًا ما تنجم عن الإجهاد الجسدي أو العاطفي الشديد.
ووجدت دراسات من جامعة إيموري أنّ النساء اللواتي يُعانين من الإجهاد العقلي الحادّ، أكثر عرضة من الرجال لانقباض الشرايين الطرفية الصغيرة، مما يؤدي إلى انخفاض تدفّق الدم.
كما وجد الباحثون أنّ استجابة الأوعية الدموية الدقيقة للتوتر ارتبطت بنتائج سلبية لدى النساء ولكن ليس لدى الرجال.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء إنّ الإجهاد لدى النساء يُعطّل توازن الدهون، ويزيد من تراكم الصفائح الدموية ويضعف تنظيم الغلوكوز.
وقد يؤدي الإجهاد المزمن إلى تفاقم تطوّر أمراض القلب التاجية عن طريق تأجيج الالتهاب، وهو عامل خطر أكثر وضوحًا لدى النساء، ما يزيد من فرص حدوث أحداث قلبية وعائية سلبية كبيرة.
سبل المساعدة
ويعمل الباحثون على تحديد ما إذا كانت معالجة مخاوف الصحة العقلية باستخدام الأدوية الموجودة مثل مضادات الاكتئاب أو العلاج الحديث التقليدي يُمكن أن تُخفّف من مخاطر القلب والأوعية الدموية، بينما يدرس آخرون وجود صلة وراثية محتملة بين الاكتئاب وأمراض القلب، على أمل اكتشاف أدوية جديدة قادرة على علاج كلتا الحالتين في وقت واحد.
ويؤكد الخبراء على أن التدخّل في نمط الحياة هي من بين الأدوات الأكثر فعالية لتقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية. ويشمل ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتحسين النظام الغذائي وأنماط النوم، بالإضافة إلى أدوات إدارة التوتر، مثل التأمل والتنفّس العميق.
كما يشدّدون على أنّ الدعم الاجتماعي له فائدة أقوى لصحة القلب بالنسبة للنساء مقارنة بالرجال. فتواصل المرأة مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء يمكن أن يساعدها على الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.