حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، من خطر الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في مدينة درنة الليبية بعد الفيضانات التي اجتاحتها الأحد الماضي.
ووفق بيان نشره الصليب الأحمر على موقعه الإلكتروني، قال يان فريديز، رئيس بعثة اللجنة الدولية إلى ليبيا: "كانت هذه الكارثة عنيفة ووحشية، حيث دمرت موجة بارتفاع 7 أمتار المباني وجرفت البنية التحتية إلى البحر، والآن فُقدت أسر بحالها، ولفظت الأمواج الجثث نحو الشاطئ، الآن، تواجه المدينة صدمة عاطفية هائلة".
والأحد الماضي، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفًا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، الأربعاء.
الذخائر تهدّد سلامة السكان
واعتبر فريديز أن التحدي الرئيسي الذي يواجه العمل الإنساني يتمثّل في الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تضررت الطرق بشكل خطير أو دمّرت.
ولفت إلى أن "اللجنة الدولية تقيّم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، ما يشكل تحديًا إضافيًا للسكان".
انقطاع الطرق يصعب مهمة إيصال المساعدات إلى مدينة #درنة.. أكثر التفاصيل مع مراسلنا 👇#اعصار_دانيال #ليبيا pic.twitter.com/VwLK0S81FV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
فقد شهدت ليبيا عدة حروب خلّفت ألغامًا وذخائر غير منفجرة بينها التي وقعت عام 2011 بين قوات معمر القذافي ومعارضيه، بينما شهدت مدينتا بنغازي ودرنة في 2014 و2018 معارك بين قوات الشرق التي يقودها خليفة حفتر وكتائب ثورية.
ويضاف إليها معارك سرت عام 2016 ضد تنظيم الدولة والاشتباكات بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق عام 2019.
وأوضح فريديز أن "فرق الطوارئ والسلطات تعمل الآن على تخفيف الصعوبات". وتابع: "من المشجع رؤية السكان والسلطات يتحدون لتقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة، لكن الطريق طويل الآن، سيستغرق الأمر عدة أشهر، وربما سنوات، حتى يتعافى السكان من هذه الأضرار الهائلة".
حاجات ملحة
في السياق عينه، أشار رئيس الوزراء الليبي السابق عمر الحاسي إلى أن الحكومات الليبية في الشرق والغرب لا تمتلك القدرة على إدارة هذه الكارثة.
وقال في حديث إلى "العربي" من طرابلس: "هم لم يستطيعوا إدارة الأمور في الظروف العادية، فما بالك بكارثة على هذا المستوى".
وأضاف الحاسي: "أن درنة كارثة ونكبة وفاجعة". واعتبر أن الوضع يتطلب تدخل المجتمع الدولي في إنقاذ السكان الذين يمكثون تحت الأنقاض ويُسمع صراخهم.