في توقيت إيراني حساس، يرسم المرشد علي خامنئي محددات مرشح الرئاسة في الانتخابات المقررة يوم الجمعة، ويحفز الإيرانيين على المشاركة الواسعة لغلق الأبواب بوجه خصوم بلاده.
فمن وجهة نظره، يجب أن يعتقد الرئيس المقبل بقدرات بلاده الداخلية ومبادئها، وألا يعتمد في حل أزمات طهران على الولايات المتحدة.
وقال المرشد الإيراني: "على المرشح التعهد أمام الله، أولًا أنه في حال انتخابه رئيسًا لإيران أن يختار معاونيه وفريقه ممن ليس لديهم حساسية في الثورة والجمهورية الإسلامية".
وأضاف: "من لديه مواقف سلبية لن ينفع الرئيس القادم، ولن يكون معاونًا جيدًا، من يتعلق قلبه بأميركا لن يستفيد من قدرات البلاد".
الانتخابات الرئاسية في إيران
وتصاعدت حدة جولات المناظرات بين المرشحين مع وصولها لملفات ساخنة، فداخليًا تصدرت قضايا سقف الحريات الاجتماعية وأوجاع الاقتصاد في مفاصله كافة وإدارة أموال البلاد.
من جهته، قال المرشح الأصولي للرئاسة سعيد جليلي: إن "مليارات الدولارات تهدر في إيران سنويًا من أموال النفط والغاز وشركات العمالة، وهذه الظاهرة يجب إيقافها".
خارجيًا كان للملف النووي والعلاقة مع الغرب الحصة الكبرى من النقاشات والرد والبدل، حيث لم تخل أجواء المناظرات من تبادل اتهامات بين التيارين المحافظ والإصلاحي.
ولفت المرشح الإصلاحي للرئاسة مسعود بازشكيان، إلى أن البعض ممن كان معارضًا للاتفاق النووي يتحدث الآن عن مواصلته، وفي حينها لم يسمح لحكومة روحاني بإنجاز خطة العمل الشاملة المشتركة.
إلى ذلك، انتهت جولات الصراع المباشر، ولم يبق أمام المرشحين سوى تحشيد جماهيرهم والدفع بآخر أوراقهم ما قبل الصمت الانتخابي.
وبينما يسعى التيار الإصلاحي إلى تحريك مياه الساحة الرمادية من الناخبين، يدرس التيار المحافظ حسم شكل دخوله حلبة المنافسة بين المراهنة على أكثر من مرشح والتوجه نحو جولة ثانية غالبًا، أو اختيار أحدهم لتوحيد البيت الأصولي في سباق لا تبدو ملامحه سهلة، حسب مراسل التلفزيون العربي ياسر مسعود.
وأمس الثلاثاء، دعا خامنئي إلى "مشاركة مرتفعة" في الانتخابات الرئاسية المقرّرة الجمعة لاختيار خلف للرئيس إبراهيم رئيسي، الذي توفي في حادث تحطّم مروحية في مايو/ أيار
وقال خامنئي في خطاب متلفز: "نؤكد أهمية المشاركة المرتفعة (في الانتخابات) لأنها مصدر فخر للجمهورية الإسلامية".
وأضاف: "في كل مرة تكون فيها مشاركة الشعب في الانتخابات ضعيفة، يلومنا أعداء الجمهورية الإسلامية".
ويحقّ للناخبين الاختيار بين ستة مرشحين من أصل 80 شخصًا قدموا ترشحيهم للانتخابات. وأُقرت أهلية المرشحين الستة من قبل مجلس صيانة الدستور وهو هيئة غير منتخبة يهيمن عليها المحافظون.
ويعد ثلاثة من هؤلاء المرشحين الأوفر حظًا، وهم الرئيس المحافظ للبرلمان محمد باقر قاليباف، والمحافظ المتشدد سعيد جليلي الذي قاد التفاوض مع القوى الكبرى بشأن الملف النووي، والنائب الإصلاحي مسعود بازشكيان.