وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز، التهديدات الإسرائيلية برفض منح تأشيرة الدخول لموظفي الأمم المتحدة بأنها "تهجّم لا مبرر له وينم عن جبن أخلاقي".
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أعلن في تغريدة على منصة "إكس"، رفض طلب التأشيرة لأحد موظفي الأمم المتحدة وعدم تمديد إقامة موظف آخر.
"ضعفت بسبب إفلات إسرائيل من العقاب"
وقالت ألبانيز عبر المنصة نفسها: "إن التهجم على الأمم المتحدة لا أساس له من الصحة ولا ينمّ إلا عن جبن أخلاقي".
وأشارت إلى أن "الأمم المتحدة ضعفت بسبب إفلات إسرائيل لعقود من العقاب بعد انتهاكاتها للقانون الدولي، بما في ذلك احتلالها للأراضي الفلسطينية وتهجيرها القسري للفلسطينيين".
وأردفت بأنه "يجب على الأمم المتحدة أن تحاسب إسرائيل إذا أرادت إنقاذ سمعتها ورسالتها"، مضيفة: "لا يمكن لأحد أن يكون حرًا إلا إذا كان الجميع أحرارًا".
ودعت لتحقيق ذلك من خلال إعلان وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى من الإسرائيليين والفلسطينيين، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين.
وبينما شددت على ضرورة "إعادة الهيكلة في المنطقة" وعودة الفلسطينيين إلى وطنهم، ذكرت بأنه يتعين على إسرائيل إنهاء احتلالها وتوفير العدالة.
وفي تدوينة أخرى، اعتبرت ألبانيز أن ما يهدف إليه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والنواب الإسرائيليون تحت مسمى "التهجير الطوعي" لسكان غزة جريمة.
وفي وقت سابق كتب النائب من حزب الليكود داني دانون، عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، "أنا سعيد لأن الإسرائيليين يفهمون أن الخطة التي طرحتها للتهجير الطوعي لسكان قطاع غزة هي الحل الصحيح والإنساني للمشكلة".
وعلقت ألبانيز على تدوينة دانون بأنّ ما يسمى "التهجير الطوعي" ما هو إلا "تهجير قسري" قائلة: "هل هذه هجرة طوعية؟ بغض النظر عن التسمية الإسرائيلية، هي تهجير قسري وهي جريمة تستوجب المحاكمة بموجب نظام روما (الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية)".
فلسطين تطالب بإعلان انتشار المجاعة في غزة
وخلّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، 20915 شهيدًا وأكثر من 54 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم الثلاثاء، الأمم المتحدة بالإعلان رسميًا أن "قطاع غزة يعاني من مجاعة حقيقية تهدد حياة المواطنين بالموت بسبب حرب الإبادة الجماعية والحصار المفروض".
وأشارت في بيان إلى أن "جميع التقارير الصادرة عن الجهات الدولية والأممية المختصة بقضية الغذاء والتغذية تفيد بأن المواطنين في قطاع غزة يعانون نقصًا عامًا وحادًا في الغذاء".
وبينما ذكّرت بقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن 4 من كل 5 جائعين في العالم يتواجدون في غزة، أفادت بأن 95% من أطفال القطاع لا يتوفر لهم الحليب والمواد الغذائية وأصبحوا يعانون من سوء التغذية.
كما أشارت إلى أن 1.9 مليون نازح يتواجدون في مراكز الإيواء يتعرّضون لجوع شديد، وأن 50 ألف امرأة حامل في مراكز الإيواء بلا ماء ولا دواء ولا رعاية صحية.
وشددت على أن "ما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزة في هذا الإطار ليس جوعًا وتجويعًا فقط، وإنما هو مجاعة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تهدد حياة المواطنين لخطر الموت جوعًا".
وطالبت الخارجية مجلس الأمن الدولي بـ"تحميل إسرائيل المسؤولية عن الإبادة بالمجاعة، وكسر الحصار على القطاع".
وكانت منظمة الصحة العالمية دعت إلى تحسين عاجل للأمن الغذائي عبر تسريع تدفق المساعدات إلى غزة، واستعادة الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والصرف الصحي.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن هناك جوعًا ومجاعة في غزة، لافتًا إلى أن سكان القطاع يبيعون ممتلكاتـهم للحصول على الغذاء.
كما أشار إلى أن نصف الأسر النازحة في الجنوب تقضي أيامًا وليالي كاملة من دون طعام.