دعا رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، اليوم الأحد، إلى تظاهرات جديدة في البلاد لدعم "الحرية"، بعد أن أثار احتجازه لموجة من الاحتجاجات العنيفة في البلاد، قبل خروجه من المحكمة يوم الجمعة.
خان الملاحق في عشرات الملفات القضائية، والذي يشن حملة اتهامات على الجيش الباكستاني الواسع النفوذ منذ إزاحته من السلطة، أفرج عنه بكفالة الجمعة، بعدما اعتبرت المحكمة العليا أن توقيفه غير قانوني.
وقال عمران خان، مساء السبت، في خطاب ألقاه أمام أنصاره من منزله في لاهور: "لا يمكن الحصول على الحرية بسهولة. ينبغي انتزاعها. ينبغي التضحية من أجلها".
ودعا خان أنصاره إلى التظاهر "في شوارعكم وقراكم" في البلاد الأحد، وأعلن أنه سيستأنف الأربعاء حملته للانتخابات المبكرة.
بعد قرار المحكمة الدستورية الباكستانية بالإفراج عنه.. الآلاف من أنصار رئيس الوزراء السابق #عمران_خان يحتفلون في #باكستان pic.twitter.com/9FPh52kr6q
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 12, 2023
"هوية المخربين"
ويقول خان إن القضايا المرفوعة ضده هي جزء من حملة تقوم بها الحكومة والجيش لمنعه من العودة إلى السلطة. لكن وزير الداخلية رانا سناء الله تعهد بتوقيف خان مجددًا، علمًا بأن هذا الأخير يضغط منذ أشهر لإجراء انتخابات قبل أكتوبر/ تشرين الأول أملًا بالعودة إلى الحكم.
وكان توقيف خان، نجم رياضة الكريكت السابق الذي انخرط في السياسة لاحقًا، ويتمتع بشعبية كبيرة، أثار مواجهات عنيفة في مدن باكستانية عدة بين أنصاره والقوى الأمنية. وقد أضرمت النيران في عدة إدارات رسمية وقطعت طرقات وخربت منشآت للجيش.
ودعا رئيس وزراء باكستان شهباز شريف السلطات، أمس السبت، إلى تحديد هوية جميع المشاركين في أعمال العنف واعتقالهم، لكن خان نفى في خطابه أن يكون أعضاء في حزبه ضالعين فيه، داعيًا إلى تحقيق مستقل في أعمال العنف.
وقتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص خلال هذه المواجهات على ما ذكرت مستشفيات والشرطة. وأصيب مئات عناصر الشرطة وأوقف أكثر من أربعة آلاف شخص غالبيتهم في محافظتي بنجاب في شرق البلاد وعاصمتها لاهور، وخيبر باختونخوا في شمال غربها بحسب السلطات.
وحذّر رئيس الوزراء شريف الذي خلف خان، من أن "أولئك الذين أظهروا سلوكًا مناهضًا للدولة سيُعتقلون ويحاكمون أمام محاكم مكافحة الإرهاب".
خان وقائد الجيش
منذ أشهر، يواظب خان على انتقاد خلفه والمؤسسة العسكرية التي سبق أن ساعدته في تولي السلطة عام 2018 قبل أن تسحب ثقتها منه. وقال السبت إن "ما قام به قائد الجيش جعل جيشنا سيئًا. وما حصل كان بسببه وليس بسببي".
ولم يتضح ما إذا كان عمران خان يقصد القائد الحالي أو سلفه الذي يحمله مسؤولية إطاحته. فقبيل ذلك، صرح خان للصحافيين بأن "شخصًا واحدًا هو قائد الجيش" يقف خلف توقيفه الثلاثاء.
لكن الجيش ينفي هذه الاتهامات، وحذّر مجددًا السبت من المحاولات الهادفة إلى إشاعة "تصورات خاطئة" بحق المؤسسة. وقبل ساعات من توقيف خان الثلاثاء، ندد الجيش بـ"مزاعم مفبركة وخبيثة" صدرت من رئيس الوزراء السابق نهاية الأسبوع الفائت.
فقد اتهم خان مجددًا ضابطًا رفيع المستوى بالتخطيط لاغتياله في نوفمبر/ تشرين الثاني، خلال تجمع انتخابي أصيب فيه برصاصة في الساق.
ويتمتع الجيش بنفوذ سياسي كبير في باكستان، وهو يقف وراء ثلاثة انقلابات منذ استقلال البلاد عام 1947، وتولى السلطة على مدى أكثر من ثلاثة عقود. إلا أن الانتقادات المباشرة له نادرة جدًا وتعتبر خطًا أحمر، وعادة ما يتحول مطلقها هدفًا للأجهزة الأمنية.
ومنع الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيما فيسبوك ويوتيوب بعيد توقيف خان قبل أن تعاد الخدمة تدريجيا في كل أرجاء البلاد السبت. وكتبت افتتاحية في صحيفة "داون" الصادرة بالإنكليزية أن البلاد تتحضر "لمواجهة تدريجية قبيحة في الأيام والأسابيع القادمة".