دعا الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد سكان 21 قرية في جنوب لبنان إلى إخلائها، بعدما أصدر دعوات مماثلة في سياق العمليات البرية التي يشنها في لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفًا وكثافة، كما بدأت توغلًا بريًا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس: "من أجل سلامتكم عليكم إخلاء منازلكم فورًا والانتقال فورًا إلى شمال نهر الأولي".
وكثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان ووسّعت نطاقها، مستهدفة مناطق داخل وخارج المعاقل التقليدية لحزب الله، بينما خاضت قواتها معارك مع مقاتلين من الحزب عبر الحدود الأحد.
وأفاد حزب الله بأنه تصدّى لمحاولات تسلّل قامت بها قوات إسرائيلية في جنوب لبنان في وقت مبكر الأحد، بينما زعم الجيش الإسرائيلي أسر مقاتل في الحزب اللبناني في نفق جنوبًا، في أول إعلان من نوعه منذ بدأ عمليات برية في 30 سبتمبر.
وقال الجيش: "خلال مداهمات محدودة ومحددة الهدف استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة (...) عثر الجنود على نفق تحت الأرض"، مشيرًا إلى أنهم "طوّقوا المبنى ومسحوا مدخل النفق وعثروا على مجمع تحت الأرض (...) حيث كان إرهابي من حزب الله يتحصن إلى جانب أسلحة ومعدات".
كذلك، أوضح الجيش الإسرائيلي أنّ قواته "اشتبكت بشكل مباشر (مع مقاتلي حزب الله) ودمّرت البنية التحتية الإرهابية للحزب على طول الحدود"، حسب قوله.
وفيما أشار إلى "تحييد عشرات الإرهابيين، وتفكيك أنفاق، والعثور على أسلحة جديدة"، أفاد جيش الاحتلال باعتراض "حوالي خمسة صواريخ" أُطلقت من لبنان على عدّة مناطق في الشمال.
حزب الله يحبط محاولات تسلل إسرائيلية
من جانبه، قال حزب الله: إن مقاتليه فجروا عبوة ناسفة بقوة من جنود إسرائيليين، و"اشتبكوا معها لدى محاولتها التسلل" من موقعين إلى بلدة رامية.
كما أفاد بأنه استهدف تجمّعًا لجنود إسرائيليين في بلدة مارون الراس التي تبعد بضع كيلومترات شرقًا من رامية.
وأضاف الحزب أن مقاتليه اشتبكوا "ضمن مسافة صفر" مع جنود إسرائيليين "أثناء محاولة تسلل قوات مشاة العدو الإسرائيلي على مرتفع كنعان في بلدة بليدا".
الحزب أكد استهداف دبابة إسرائيلية جنوب بلدة القوزح بصاروخ ما أدى لاحتراقها وإصابة طاقمها، إضافة إلى تجمع "لجنود العدو الإسرائيلي في مرتفع كنعان في بلدة بليدا بِقذائف المدفعية".
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي من حيفا أحمد دراوشة، بنقل عشرات الجنود الإسرائيليين إلى مشفى "رمبام" في مدينة حيفا، وإلى مشفى الجليل الغربي في مدينة نهاريا، ولمشفى زيف في صفد، وحتى إلى مشافي في تل أبيب.
وأضاف أن التقديرات التي نشرها موقع "والاه" الإسرائيلي تتحدث عن إصابة 25 جنديًا في موقعين جنوبي لبنان.
وتابع المراسل أن الاشتباكات على الجبهة الجنوبية يبدو أنها ضارية وأن الكمائن التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي هي الأكبر خلال الأيام الماضية، وربما الأكبر منذ اليوم الأول للاجتياح البري، عندما أعلن الاحتلال عن مقتل 8 جنود وإصابة عشرات آخرين نتيجة لكمائن تعرض لها في أكثر من منطقة جنوبي لبنان.
وذكر أن كمين العديسة كان الكمين الأكبر، حيث يدور الحديث عن عشرات الجنود الإسرائيليين المصابين.
وفيما أشار إلى مروحيات إسرائيلية تنقل الجنود المصابين إلى المشافي، لفت مراسلنا إلى أنه حتى الآن لم يعلن رسميًا عن الحصيلة النهائية للجنود القتلى.
وأوضح أنه كلما تقدم الجيش الإسرائيلي أكثر، إلا وتعرض لخسائر أكثر في أرواح جنوده.
وأردف أن قصف حزب الله اللبناني مستمر، وهناك توقعات باستمرار الرشقات الصاروخية خلال الفترة المقبلةـ لأنه لا علاقة للاجتياح البري عند المناطق الحدودية بالرشقات الصاروخية.
وتابع أن لدى حزب الله اللبناني مروحة كبيرة من الصواريخ، وهو قادر على قصف العمق الإسرائيلي أو كل إسرائيل، بحسب تقديرات الاحتلال من خارج الجنوب اللبناني.