في إطار تحقيقات تتعلق بقضايا غسل أموال واختلاس مرتبطة بحاكم المصرف المركزي رياض سلامة، حدد محققون أوروبيون جلسات للاستماع خلال الأسبوع المقبل إلى مدراء ثلاث شركات، دققت في حسابات مصرف لبنان، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة "فرانس برس" الجمعة.
وبدأ محققون من فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ هذا الأسبوع في بيروت مهمة جديدة، في ثالث زيارة لهم إلى لبنان للاستماع في حضور قضاة لبنانيين إلى شهود في التحقيقات المرتبطة بثروة سلامة.
وقال المصدر القضائي، رافضًا الكشف عن هويته: إن "المحققين الأوروبيين يعتزمون بدءًا من الثلاثاء المقبل الاستماع إلى مدراء 3 شركات تدقيق مالي في حسابات مصرف لبنان".
والشركات الثلاث هي "إرنست آند يونغ" و"غلام" و"ديلويت" التي تدقق في حسابات المركزي منذ عام 1994.
"ثروة رياض سلامة"
وتشكل ثروة سلامة (72 عامًا)، أحد أطول حكام المصارف المركزية عهدًا في العالم، محور تحقيقات منذ عامين في لبنان والخارج، إذ تلاحقه شبهات عدة بينها اختلاس وغسل أموال عامة في لبنان وتحويلها إلى حسابات في الخارج.
وجمدت فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية، إثر تحقيق حول تبييض أموال استهدف خمسة أشخاص بينهم حاكم مصرف لبنان وشقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك.
إلغاء عقد جلسة التحقيق مع حاكم مصرف #لبنان بسبب تغيّبه، وقاضي التحقيق يحدّد جلسة جديدة للاستماع إلى #رياض_سلامة#العربي_اليوم تقرير: علي رباح pic.twitter.com/bJ9CAC0sDY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 15, 2023
واستمع المحققون يومي الخميس والجمعة إلى الحويك، وتمحورت الأسئلة التي طُرحت عليها وفق المصدر "حول حساباتها مع الأخوين سلامة والتحويلات العائدة لهم إلى الخارج وحركة أموالهم".
وبعدما تغيّب رجا سلامة عن حضور جلستي استماع الثلاثاء والأربعاء، وقدم موكله عذرًا طبيًا، حدد المحققون موعدًا لجلسة جديدة الأربعاء المقبل، وفق المصدر.
وعلى جدول أعمال المحققين الأوروبيين الاستماع خلال الأسبوع المقبل إلى نائب سابق لحاكم مصرف لبنان ووزير المال الحالي يوسف خليل، الذي تولى منصب مدير العمليات المالية في المصرف المركزي.
وتركز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة "فوري أسوشييتس" المسجلة في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة.
ويُعتقد أن الشركة أدت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من مصرف لبنان، عبر تلقي عمولة اكتتاب، تم تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج.
وخلال جلستي استماع في مارس/ آذار الماضي، أمام المحققين الأوروبيين، نفى رياض سلامة أن يكون حول أي أموال من مصرف لبنان إلى حساباته الشخصية داخل البلاد وخارجها، منتقدًا ما وصفه بأنه "سوء نية وتعطش للادعاء" عليه من جهات عدة.
ورفعت القاضية اللبنانية غادة عون الشهر الحالي قرار منع السفر المفروض على سلامة، ما من شأنه أن يتيح له المثول أمام القضاء الفرنسي الذي استدعاه للحضور أمامه في 16 مايو/ أيار.