دمار هائل في غزة.. كتائب القسام تؤكد خوضها اشتباكات عنيفة مع الاحتلال

شهد اليوم الـ23 من العدوان الإسرائيلي على غزة، قصفًا عنيفًا على جميع مناطق القطاع، في وقت تجاوز عدد الشهداء الـ8 آلاف شخص منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي.

ودارت في مناطق شمال غرب القطاع مواجهات مباشرة بين قوات الاحتلال وعناصر من كتائب القسام، حيث قالت كتائب القسام إن مقاوميها أشعلوا النيران في عدد من دبابات الاحتلال في موقع إيرز.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن اشتباكات دارت قرب حاجز إيرز بين مقاتلين فلسطينيين وجنود إسرائيليين، موضحة أن مقاتلي كتائب القسام خرجوا من نفق قرب إيرز، وحاولوا اجتياز الحدود.

إلى ذلك، قصفت قوات الاحتلال محيط مستشفى القدس، بعد تلقيه تحذيرات لإخلائه على الفور. وشهد محيط المستشفى منذ الصباح غارات متواصلة أدت إلى تدمير عدد من المباني.

وفي حين قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن إجماليّ عدد ضحايا العدوان 8005 شهداء، منهم 3324 طفلا، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إنّ الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 56 مجزرة سقط خلالها أكثر من 300 شهيد، غالبيتهم من النازحين إلى جنوب قطاع غزة.

وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي آثار الدمار الهائل الذي خلفه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد ليلة قُطع فيها الإنترنت والاتصالات. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنّ طائراته قصفت 450 هدفًا في قطاع غزة، بينما أشار الدفاع المدني إلى أن الضربات الإسرائيلية دمّرت مئات البنايات كُـليًّا. 

اتصال بين بايدن والسيسي

على المستوى السياسي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن بلاده "لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم" إلى أراضيها.

جاء ذلك خلال اتصال تلقاه الرئيس المصري، من نظيره الأميركي جو بايدن، وفق بيان للرئاسة المصرية.

وشدد الرئيس المصري، بحسب البيان، على "ضرورة التوصل لهدنة إنسانية فورية، لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لأهالي قطاع غزة".

كما أكد "موقف مصر الثابت برفض سياسات العقاب الجماعي والتهجير".

وقال: إن "مصر لم ولن تسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية".

بدوره، أكد الرئيس الأميركي "رفض الولايات المتحدة نزوح الفلسطينيين خارج أراضيهم"، وفق المصدر نفسه.

واستعرض الجانبان "آخر المستجدات فيما يتعلق بملف المحتجزين في قطاع غزة".

استمرار دخول المساعدات إلى غزة

إنسانيًا، قال الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومي) مساء الأحد، إنه تسلم 24 شاحنة تحمل مساعدات دخلت غزة عبر معبر رفح، ما يرفع إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع منذ أسبوع إلى 118.

وأضاف في بيان: "تسلمنا مساء اليوم الأحد 24 شاحنة من الأشقاء في الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية".

وتابع: "عدد الشاحنات المستلمة وصل حتى اللحظة إلى 118 شاحنة، فيما لم يتم السماح بإدخال الوقود".

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الهلال الأحمر تسلمه 10 شاحنات مماثلة من الهلال الأحمر المصري عبر معبر رفح، تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية، دون أن يسمح بإدخال الوقود.

وكانت غزة تتلقى حوالي 500 شاحنة من المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات يوميًا قبل 7 أكتوبر الجاري، بما في ذلك 45 شاحنة وقود لتشغيل سيارات القطاع ومحطات تحلية المياه والمخابز، وفق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

تطورات العملية البرية

ميدانيًا، شهدت الجبهة الشمالية الغربية لقطاع غزة مواجهات مباشرة بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الأحد أنها استهدفت آليات إسرائيلية متوغلة شمال غربي قطاع غزة الذي يتعرض لمحاولة توغل من قبل قوات الاحتلال.

وأشارت "القسام"، في منشورات عبر حسابها على منصة "تلغرام"، إلى أن كتائبها دكت آليات إسرائيلية متوغلة شمال غربي غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

كما أعلنت "اشتعال النيران في آليات غرب موقع إيرز (شمال غزة) والإجهاز على عدد من الجنود بداخلها".

وأضافت أن عناصرها أكدوا استهداف "دبابتين للقوات المتوغلة شمال غرب غزة واشتعال النيران فيهما".

وفي غضون ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي مشاهد زعم فيها أنها لتوغله الأخير داخل قطاع غزة.

أزمة غذائية وإنسانية في غزة

في السياق عينه، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان خلال زيارة لمعبر رفح الحدودي: إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في العاصمة المصرية القاهرة أنه يتعين على الاحتلال الإسرائيلي أن يبذل "جهودًا ملحوظة" لضمان حصول المدنيين على الغذاء والدواء.

وكان خان قد أكد الأحد ضرورة عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة.

واختتم خان حديثه قائلًا: "لا ينبغي أن تكون هناك أي عوائق أمام وصول إمدادات الإغاثة الإنسانية إلى الأطفال والنساء والرجال والمدنيين، فهم أبرياء".

وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في وقائع بالأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 2021، وتتحرى ارتكاب جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الإنسانية هناك.

حق أهل غزة بالغذاء والدواء

إلى ذلك، قال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط أحمد المنظري الأحد: "الحق في الرعاية الطبية والعيش بكرامة يكاد أن يكون مستحيلًا في قطاع غزة".

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها الحساب الرسمي لمكتب "الصحة العالمية" الإقليمي لشرق المتوسط عبر منصة "إكس".

وأضاف المنظري: "كان أهل غزة يعانون من قيود تعيق حصولهم على الرعاية الصحية قبل التصعيد الحالي في الأعمال العدائية. أما الآن، فإن هذا الحق الأساسي من حقوق الإنسان، الحق في الرعاية الطبية والعيش بكرامة، يكاد أن يكون من المستحيلات".

وأوضح أن "هناك أزمة مروعة لم يسبق لها مثيل تتكشف أمام أعيننا في غزة حيث يواجه المدنيون والعاملون الصحيون والمرضى والعاملون في تقديم المساعدات مخاطر لا يعلم مداها إلا الله".

وأشار إلى أن "منطقة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تواجه مجموعة من كبرى الطوارئ الإنسانية في العالم".