كشفت ساعات صباح السبت الأولى حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي تواصلت على مدى ساعات الليل ودون توقف على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وخلال مساء الجمعة وفجر السبت، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 40 غارة على مبان في مناطق برج البراجنة والكفاءات والشويفات والحدث والليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت.
والغارات الإسرائيلية فجر السبت، غير مسبوقة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في يوليو/ تموز 2006.
دمار هائل في الضاحية الجنوبية لبيروت
وأظهر مقطع مصور تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمباني السكنية والمحال التجارية على أوتوستراد هادي نصرالله بعد غارات الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت.
فقد تسببت الغارات الإسرائيلية بحرائق ودمار هائل في عدة مواقع ومبان في المنطقة، فيما ما زال دخان الحرائق يتصاعد في بعض المباني جراء القصف.
وبدت شوارع الضاحية فارغة من المارة، إلا من بعض من كان يتجول على دراجته النارية لرصد الدمار.
وقبل شن الاحتلال غاراته، شهدت منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، منتصف ليل الجمعة، حركة نزوح لافتة، عقب تهديدات إسرائيلية باستهداف 3 أبنية بزعم أنها تابعة لمصالح "حزب الله".
وكان جيش الاحتلال، أعلن أن طائراته الحربية "هاجمت أهدافًا لحزب الله في منطقة بيروت"، وادعى أن غاراته الجوية "استهدفت مواقع لإنتاج الذخائر ومباني تم فيها تخزين الذخائر المتقدمة".
لكن الحزب نفى في وقت سابق من فجر السبت، ادعاءات للجيش الإسرائيلي بوجود أسلحة أو مخازن أسلحة في مباني مدنية استهدفها بالقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وجاء هذا القصف، بعد ساعات من تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي، غارات عنيفة وغير مسبوقة على عدد من المباني في حارة حريك في الضاحية الجنوبية أدت في حصيلة غير نهائية إلى استشهاد 6 أشخاص وإصابة 91 بجروح، وفق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية.
وفيما ذكرت وسائل إعلام عبرية بينها رسمية، إبان الغارات أن المستهدف هو الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، لم يصدر تأكيد رسمي من إسرائيل أو حزب الله بشأن اغتيال نصر الله.
ومنذ الإثنين، يشن الجيش الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر حتى صباح الجمعة عن 726 شهيدًا بينهم أطفال ونساء، و2173 جريحًا، وفق بيانات السلطات اللبنانية.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، اعتزامها إخلاء المستشفيات في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت "بسبب تطورات العدوان الإسرائيلي".
وقالت الوزارة، في بيان، إنها "تدعو مستشفيات بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المتضررة من العدوان الإسرائيلي إلى التوقف حتى نهاية الأسبوع المقبل عن استقبال الحالات الباردة غير الطارئة، إفساحًا في المجال لاستقبال المرضى الموجودين في مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت والتي سيتم إخلاؤها بسبب تطورات العدوان".
كما طالبت الوزارة المستشفيات والمراكز الصحية بـ"الاستعداد للاهتمام بالمرضى من النازحين خلال الليلة الماضية من الضاحية الجنوبية".