كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن روسيا تستعد لإرسال عدد كبير من مرتزقة "فاغنر" التي تتمتع بخبرة قتالية عالية، للقيام بدور نشط بشكل متزايد في المرحلة المقبلة من الحرب الروسية على أوكرانيا.
وتهدف خطة الكرملين حاليًا إلى الاستيلاء على شرق أوكرانيا.
وقال مسؤول أميركي للصحيفة إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد المرتزقة المنتشرين في أوكرانيا من مجموعة "فاغنر"، وهي قوة عسكرية خاصة لها صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أكثر من ثلاثة أضعاف لتصل إلى حوالي 1000 مقاتل مقارنة بحوالي 300 قبل شهر.
وأضاف المسؤول أن المرتزقة سيركزون على هزيمة القوات الأوكرانية في إقليم دونباس شرقي البلاد، حيث يخوض الانفصاليون المدعومون من روسيا حربًا منذ 2014، وأماكن أخرى في شرق أوكرانيا.
واعتبر مسؤولون أميركيون وغربيون أن إرسال مرتزقة روس موثوقًا بهم للمساعدة في جزء محوري من الهجوم الروسي، يؤكد جهود الكرملين لإعادة تجميع صفوفه وإعادة تركيز حملته العسكرية المتعثرة والتي فشلت حتى الآن في تحقيق أهداف بوتين.
تنسيق الجهود نيابة عن روسيا
وتوقّع المسؤول الأميركي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن ينتشر كبار قادة "فاغنر" في ما يُسمى "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين لتنسيق الجهود نيابة عن روسيا.
وأوضح أن المجموعة لن تنقل بعض مرتزقتها في ليبيا وسوريا إلى أوكرانيا فقط، بل تنقل أيضًا المدفعية والدفاعات الجوية والرادارات التي كانت تستخدمها في ليبيا، مضيفًا أن الجيش الروسي يدعم عمليات النقل هذه من خلال توفير طائرات شحن عسكرية لنقل الأفراد والمعدات.
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت أجهزة المخابرات الغربية أن مجموعات صغيرة من مرتزقة "فاغنر" غادرت ليبيا وسوريا ووصلت إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، ومن هناك تسللوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة المتمردين المدعومين من موسكو.
لكن أداءهم في ساحة المعركة لم يبشر بالخير خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث واجهوا مقاومة غير متوقعة من الجنود الأوكرانيين.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن حوالي 200 من المرتزقة الروس قتلوا حتى أواخر فبراير/ شباط الماضي.
أعمال تخريب وعمليات مزيفة
وقال مسؤولون أوروبيون وأميركيون إن المرتزقة تمركزوا في مناطق المتمردين للانخراط في أعمال تخريب وشن عمليات مزيفة، تهدف لجعل الأمر يبدو كما لو أن القوات الأوكرانية كانت تهاجم أهدافًا مدنية.
لكن مسؤولًا عسكريًا أوكرانيًا قال قبل بدء الهجوم مباشرة إن الغرض الأساسي من نقلهم إلى أوكرانيا كان لدمجهم في صفوف القوات الانفصالية، ليبدو وكأن مقاتلين محليين يقودون الهجوم.
وأكد المسؤول الأميركي أن المرتزقة يقومون الآن بدور قتالي وقيادي أكثر مباشرة في شرق أوكرانيا.
وتعتبر مجموعة "فاغنر"، أشهر مجموعة من مجموعات المرتزقة الروس، والتي أصبحت على مر السنين، شبه رسمية، وتتصرّف مثل المتعاقدين العسكريين الغربيين. واكتسب مقاتلوها خبرة عسكرية في صراعات الشرق الأوسط في سوريا وليبيا، وعملوا مستشارين أمنيين لحكومات مختلفة، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان ومالي.
وعلى الرغم من أنهم مرتبطون ارتباطًا وثيقًا بالجيش الروسي، إلا أنهم يعملون عن بعد، مما سمح للكرملين بمحاولة النأي عن المسؤولية عندما يخضع سلوك مقاتليها للمساءلة.
وعام 2017، فرضت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب عقوبات على دميتري أوتكين، مؤسس مجموعة "فاغنر"، لدوره في تجنيد مقاتلين للانضمام إلى القوات الانفصالية في أوكرانيا.
وعام 2021، أوضح تقرير للأمم المتحدة أن مرتزقة من "فاغنر" في جمهورية إفريقيا الوسطى قتلوا مدنيين ونهبوا منازل وقتلوا المصلين في مسجد.