واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على غزة لليوم الـ113 تواليًا، مستهدفة منازل القطاع وخيام النازحين ومسفرة عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.
وقد شهد اليوم السبت إعلان دول غربية عدة وقف تمويلها للأونروا، إثر زعم الاحتلال أن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وذلك ضمن خطة "إستراتيجية" إسرائيلية لإخراج الأونروا من غزة.
وفي سياق القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف على قطاع غزة، أفاد مراسل "العربي" اليوم السبت، بأن الاحتلال استهدف منزلًا في جورة العقاد غرب خانيونس جنوبي قطاع غزة. وقال إن طائرات الاحتلال قصفت منطقة قيزان النجار في المدينة.
من جانبها، تحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة العشرات، في قصف الاحتلال منطقة الملالحة غرب خانيونس.
ومساء اليوم السبت، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 26257 شهيدًا و64797 مصابًا، مشيرة إلى وجود 30 شهيدًا مجهولي الهوية في ثلاجة الموتى بمجمع ناصر الطبي في خانيونس.
وقالت إنها رصدت خلال 24 ساعة الماضية "ارتكاب الاحتلال 18 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 174 شهيدًا و310 إصابات".
وذكرت أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني ما زال يتعذر عليهم الوصول لانتشال "عدد من الضحايا من تحت الركام والطرقات"، جراء منع جيش الاحتلال وصولهم إلى تلك المناطق.
المقاومة في المرصاد
وردًا على العدوان الإسرائيلي، واصلت المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها تصديها لقوات الاحتلال المتوغلة في عدة محاور في قطاع غزة، وكشفت في بيانات متفرقة عن عملياتها ضد الجيش الإسرائيلي.
وجاء في هذا الصدد، ما أعلنته سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، من قيام مقاتليها بقصف "تجمعات العدو في محيط موقع أبو صفية العسكري شرقي مخيم المغازي وسط القطاع بقذائف الهاون.
بدورها، كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، استهدافها دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في مدينة خانيونس.
ونشرت الكتائب رسالة لعائلات أسرى إسرائيليين لدى المقاومة في غزة، تناولت مصير أبنائهم المحتمل في حال استمرت قوات الاحتلال بالحرب وقصف القطاع.
وعلى المقلب الآخر، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مظاهرات تلك العائلات، معتبرًا أنها "بدون فائدة وتزيد من مطالب حركة حماس"، على حد تعبيره.
وقد جاء تصريح نتنياهو بعدما تظاهر آلاف الإسرائيليين في عدة مدن للمطالبة بإقالة حكومته، بالتزامن مع تظاهر أهالي المحتجزين في قطاع غزة أمام منزله.
وبحسب مراسل "العربي"، فإن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عددًا من المتظاهرين المطالبين بصفقة تبادل أسرى في تل أبيب.
وقف تمويل الأونروا "مؤقتًا"
إلى ذلك، أعلنت دول غربية عدة اليوم وقف تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين "الأونروا" مؤقتًا، إثر زعم إسرائيل أن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
من تلك الدول الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا. وقد أدانت فلسطين ما وصفتها بحملة التحريض الممنهجة التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية على لسان أكثر من مسؤول إسرائيلي ضد الوكالة الأممية.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الحملة تشكل "أحكامًا مسبقة، وعداء مبيتًا، تم الكشف عنه طيلة السنوات السابقة".
بدورها، استنكرت حركة حماس "بشدة" إنهاء "الأونروا" عقود بعض موظفيها بناء على مزاعم إسرائيلية، دون استكمال كل متطلبات التحقيق العادل والنزيه.
من جانبها، أكدت أيرلندا أنها لا تنوي وقف تمويل "العمل الحيوي"، الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة.
وكتب وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن على حسابه عبر منصة "إكس"، أن "وكالة الأونروا قدمت المساعدة المنقذة للحياة إلى 2.3 مليون شخص وبتكلفة شخصية لا تصدق، حيث قُتل أكثر من 140 من موظفيها في الأشهر الأربعة الماضية".
وأشار إلى أن بلاده قدمت للأونروا 18 مليون يورو (19.5 مليون دولار) خلال عام 2023، وستواصل دعمها في عام 2024.
وعلى صعيد المواقف المتصلة بالعدوان على غزة، قالت أوغندا اليوم السبت إن موقف مواطنتها القاضية جوليا سيبوتيندي، التي أعلنت دعمها المطلق لإسرائيل من خلال رفض كل الإجراءات المؤقتة ضدها في محكمة العدل الدولية، "لا يمثل موقف البلاد".
بدوره، رحّب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد بقرار محكمة العدل الدولية، الذي دعا إسرائيل إلى منع ارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.
ورأت منظمة "أطباء بلا حدود" أن قرار محكمة العدل الدولية، الذي نصّ على اتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة، يشكل خطوة هامة ويعزز الحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.