أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، اليوم الجمعة، أن كابُل لا تواجه على ما يبدو "خطرًا وشيكًا" رغم التقدم السريع الذي حققه مقاتلو طالبان في أفغانستان.
بالمقابل، أعلنت دول غربية إغلاق سفاراتها في كابُل مع إجلاء الموظفين بسبب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان بالتزامن مع إحكام طالبان قبضتها بعدما انتزعت السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدنها.
واشنطن: القوات الافغانية باتت تتحمل المسؤولية
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين إن "كابُل لا تشهد راهنًا أجواء خطر وشيك"، مع إقراره بأن طالبان "تحاول عزل كابول".
ولم يخف البنتاغون قلقه حيال الوضع الميداني، لكنه أكد أن القوات الافغانية باتت تتحمل المسؤولية الآن.
وأضاف كيربي: "لاحظنا بقلق كبير سرعة تحرك طالبان والمقاومة المحدودة التي واجهوها، وكنا صادقين جدًا حيال ذلك".
وتابع "نريد أن نرى العزيمة والقيادة السياسية والعسكرية المطلوبة في الميدان".
وكرر المتحدث أن "على الافغان فعلًا أن يقرروا.. ليست هناك نتائج حتمية".
حلف الأطلسي يدعم الحكومة "قدر الامكان"
وفي سياق متّصل، أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الجمعة، إثر اجتماع مع سفراء دول الحلف في بروكسل بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابُل، أن الحلف سيدعم الحكومة الأفغانية "قدر الامكان" وسيقوم بـ"تكييف" وجوده الدبلوماسي.
وأضاف ستولتنبرغ في بيان: "الحلفاء في الأطلسي قلقون للغاية للمستويات العالية من العنف التي تسبب بها هجوم طالبان، وخصوصًا الهجمات على المدنيين وعمليات الاغتيال المحددة الهدف والمعلومات التي تتحدث عن انتهاكات أخرى بالغة لحقوق الانسان".
ورغم الاجتماع المخصص لمناقشة "عملية الاجلاء"، إلاّ أن أي قرار لم يُتخذ خلاله الاجتماع. وأوضح أحد المشاركين أن المناقشات في شأن الوضع كانت "واقعية".
وأورد مصدر أوروبي أن الحلف يريد ضمان سلامة ممثله المدني في كابل السفير الايطالي ستيفانو بونتيكورفو وفريقه. وأبقت تسع دول في الاتحاد الاوروبي هي أيضًا اعضاء في الاطلسي، إضافة الى ممثلية الاتحاد الاوروبي سفاراتها في كابول.
جونسون يستبعد "الحل العسكري"
من جهته، تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة أيضًا "عدم إدارة الظهر لأفغانستان" داعيًا الدول الغربية الى العمل مع كابُل لتجنب "أن تصبح البلاد مجددًا تربة خصبة للإرهاب".
وأعلن جونسون متحدثًا عبر قنوات التلفزة البريطانية إثر اجتماع أزمة حكومي، أن بلاده تعتزم "ممارسة الضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعدًا حتى الآن فرضية "حل عسكري".
وقال "ما علينا القيام به الآن هو عدم إدارة الظهر لافغانستان بل مواصلة العمل بوصفنا عضوًا في مجلس الأمن الدولي مع شركائنا لنتأكد أن حكومة كابل لن تدع البلاد تصبح مجددًا تربة للارهاب".
دول غريبة تغلق سفاراتها وتجلي موظفيها
في غضون ذلك، قالت الحكومة السويسرية إنها ستسحب الموظفين السويسريين المتبقين من مكتبها للتعاون في أفغانستان بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.
ولم يتبق في مكتب التعاون سوى ثلاثة موظفين سويسريين فقط بعد تقليص عدد الموظفين هناك في وقت سابق. وقالت نائبة وزير الخارجية ليفيا ليو في مؤتمر صحفي في بيرن: "سيغادرون كابُل أيضًا في أسرع وقت ممكن".
وأضافت أن بإمكان الموظفين المحليين الراغبين في المغادرة التقدم بطلب للحصول على تأشيرات إنسانية سويسرية.
كما أعلنت كل من الدنمرك والنرويج، اليوم الجمعة، أنهما ستغلقان سفارتيهما في كابول في الوقت الحالي مع إجلاء الموظفين بسبب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
وقال وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود للصحفيين: "قررنا إغلاق سفارتنا مؤقتًا في كابل"، مضيفًا أن الإجلاء سيتم بالتنسيق بشكل وثيق مع النرويج التي تشترك معها في نفس المجمع.
وقالت وزيرة خارجية النرويج إينه سوريد في وقت لاحق إن أوسلو ستغلق سفارتها وتجلي دبلوماسييها والموظفين المحليين وأقاربهم من الدرجة الأولى.
الأمم المتحدة تقيم الوضع الأمني
أما الأمم المتحدة فأعلنت عبر المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك، اليوم الجمعة، أن المنظمة تقيم الوضع الأمني في أفغانستان "على أساس ساعة بساعة" وتنقل بعض الموظفين إلى العاصمة كابل لكنها لا تقوم بإجلاء أي أحد من البلاد.
وأبلغ دوجاريك الصحفيين بأن المنظمة الدولية لها "وجود محدود للغاية" في مناطق سيطرت عليها حركة طالبان. وللمنظمة نحو ثلاثة آلاف موظف محلي ونحو 300 موظف دولي يعملون في أفغانستان.
وقال دوجاريك "الوضع الحالي يتلخص في أننا نقيم الوضع الأمني، حرفيًا، على أساس ساعة بساعة في كابل وفي أماكن أخرى. لا تجري حاليا عملية إجلاء لموظفي الأمم المتحدة".
وتابع دوجاريك "هناك دائمًا خطط طوارئ لأفضل الحالات وأسوأها. في الوقت الراهن ما زلنا في كابل... لنا وجود في أماكن أخرى من البلاد لإنجاز مهمتنا الموكلة إلينا ولمساعدة المدنيين وتخفيف معاناة الناس بقدر الإمكان".
تقدم طالبان نحو كابُل
وأحكمت حركة طالبان قبضتها على أفغانستان، بعدما انتزعت السيطرة على ثاني وثالث أكبر مدنها.
وأثارت الهزائم المتتالية مخاوف من سقوط الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة في أيدي مقاتلي طالبان في غضون أسابيع في الوقت الذي تضع فيه القوات الدولية اللمسات الأخيرة على انسحابها بعد حرب دامت 20 عامًا.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنها سترسل نحو 3000 جندي إضافيين للمساعدة في إجلاء طاقم السفارة الأميركية. وسوف ترسل بريطانيا نحو 600 جندي لمساعدة مواطنيها على المغادرة.
ولايات تتساقط كأحجار الدومينو.. طالبان تواصل زحفها نحو #كابل، ضمن رحلة التهام متسارعة للبلاد#أفغانستان @AnaAlarabytv pic.twitter.com/J6nx3Q6mAb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 13, 2021