الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

"تقاسم السلطة".. الحكومة الأفغانية تقدّم عرضًا لطالبان لوقف العنف

"تقاسم السلطة".. الحكومة الأفغانية تقدّم عرضًا لطالبان لوقف العنف

شارك القصة

تعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة
تعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة (غيتي)
كشف مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية أن المفاوضين المجتمعين في قطر عرضوا على حركة طالبان اتفاقًا لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف.

لا يزال تقدّم حركة طالبان المستمرّ بوتيرة تصاعدية في أفغانستان يطغى على كلّ ما عداه، بعدما نجحت الحركة في السيطرة على أكثر من ربع عواصم الولايات في غضون أقلّ من أسبوع.

وسيطرت طالبان الخميس على مدينة غزنة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 150 كلم في جنوب غرب كابل، لتقترب بذلك أكثر فأكثر من العاصمة، بعدما سيطرت خلال أيام على معظم النصف الشمالي من البلاد.

وبالتوازي، يبدو أنّ المسار السياسي يتقدّم أيضًا، حيث كُشِف النقاب الخميس عن "عرض" قدّمه المفاوضون الأفغان على حركة طالبان يقضي بـ"تقاسم السلطة".

ماذا في تفاصيل العرض الأفغاني لطالبان؟

في التفاصيل، كشف مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية لوكالة فرانس برس أن المفاوضين المجتمعين في قطر عرضوا على حركة طالبان اتفاقًا لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح البلاد.

وأكد المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، أنّ "الحكومة قدّمت عرضًا عبر الوسيط القطري"، مشيرًا إلى أنّ "الاقتراح يسمح لطالبان بتقاسم السلطة مقابل وقف العنف في البلاد".

وتعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة. لكنّ مصادر مطّلعة أشارت إلى أنّ المفاوضات تتراجع مع تقدّم طالبان في ساحة المعركة.

طالبان تتقدم بوتيرة سريعة

وشنّت طالبان هجومًا شاملًا على القوّات الأفغانيّة منذ مطلع مايو/أيار، مستغلّة بدء انسحاب القوات الأجنبيّة الذي من المقرّر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس/آب الجاري. وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفيّة شاسعة، خصوصًا في شمال أفغانستان وغربها، بعيدًا عن معاقلها التقليديّة في الجنوب.

وتقدّمت طالبان بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة. ففي أسبوع واحد، سيطرت على عشرة من أصل 34 عاصمة ولاية أفغانية، سبع منها في شمال البلاد، وهي منطقة كانت دائمًا تتصدى لهم في الماضي.

وتنتشر القوّات الأجنبيّة في أفغانستان منذ نحو 20 عامًا، بعد غزو قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. لكنّ هذه القوّات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.

وتسود مخاوف من أن يؤدّي انسحاب هذه القوّات إلى إضعاف القوات الأفغانية، لا سيّما في غياب المؤازرة الجوّية لعمليّاتها الميدانيّة.

سقوط غزنة "إشارة مقلقة"

ورغم أنّ طالبان موجودة منذ فترة في ولايتي ورداك ولوغار على بعد عشرات الكيلومترات من كابل، إلا أنّ سقوط غزنة يشكّل إشارة مقلقة للغاية بالنسبة إلى العاصمة.

وتعدّ المدينة نقطة مهمة على المحور الرئيسي الذي يربط كابل بقندهار، ثاني أكبر مدن أفغانستان إلى الجنوب. ويسمح الاستيلاء عليها لمقاتلي الحركة بقطع خطوط إمداد الجيش البرية إلى الجنوب.

ومن شأن ذلك أن يضاعف الضغوط على قوات الجو الأفغانية، إذ يتعيّن عليها قصف مواقع طالبان وإيصال التعزيزات والإمدادات إلى المناطق التي لا يمكن بلوغها برًا.

ويحاصر مقاتلو طالبان منذ أشهر قندهار، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته، ولشكركاه عاصمة ولاية هلمند، اللتين تُعدان معقلين تقليديين للحركة. وتدور معارك عنيفة بين طالبان والقوات الأفغانية منذ أيام عدّة.

وأعلنت طالبان الأربعاء على تويتر السيطرة على سجن قندهار، الواقع في ضاحية المدينة، بهدف "تحرير مئات السجناء"، على غرار ما يفعلونه في كل مرة يدخلون فيها إلى مدينة جديدة.

وأسفرت المعارك خلال شهر واحد في لشكركاه وقندهار وهرات (غرب) وقندوز عن مقتل 183 مدنيًا على الأقل، بينهم أطفال. ونزح 395 ألف شخص على الأقل منذ مطلع العام جراء العنف، وفق الأمم المتحدة.

ولم تخف واشنطن استياءها خلال الأيام الأخيرة إزاء تضعضع الجيش الأفغاني، الذي عمل الأميركيون على تدريبه وتمويله وتجهيزه منذ سنوات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ ف ب
تغطية خاصة
Close