الخميس 21 نوفمبر / November 2024

ذبح حصانَيه لإطعام أطفاله.. المجاعة تنهش الأجساد في شمال غزة

ذبح حصانَيه لإطعام أطفاله.. المجاعة تنهش الأجساد في شمال غزة

شارك القصة

مجاعة في غزة
أكد المكتب الحكومي في غزة أن إنزال المساعدات جوًا يأتي متماهيًا مع سياسة التجويع التي تتبعها سلطات الاحتلال- غيتي
حذرت الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة في قطاع غزة المحاصر، الذي يواجه عدوانًا إسرائيليًا منذ 7 أكتوبر الماضي.

في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في أوضاع كارثية وصعبة، في ظلّ تفشي الجوع الذي دفع أبو جبريل إلى ذبح حصانيه الإثنين لإطعام أطفاله وجيرانه.

ويقول أبو جبريل (60 عامًا) لوكالة فرانس برس: "لا خيار أمامنا إلّا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أي أنواع من الخضراوات، ولا طحين ولا مياه شرب".

ويضيف: "لدي حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّروا بيتي وجرفوا أرضي، قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام".

لم يخبر جبريل أحدًا بقراره ذبح الحصانَين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدّمه لعائلته وجيرانه، ورغم الحاجة، يقول: إنه "لا يزال قلقًا بشأن ردّات فعلهم"، مشيرًا إلى أن "لا أحد يعرف أنّه يأكل لحم حصان".

وبحسب مصادر طبية، فإنّ طفلًا يبلغ من العمر شهرين يدعى محمود فتوح توفي جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، على بعد 7 كيلومترات من جباليا.

ومخيّم جباليا الذي أُنشئ عام 1948، والذي يغطّي مساحة 1,4 كيلومتر فقط، الأكبر في قطاع غزة.

وكان أبو جبريل فر من بيت حانون القريبة عندما بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، وبات منزله مع عائلته عبارة عن خيمة قرب مدرسة الفالوجا التابعة للأونروا والتي تؤوي نازحين.

وقبل العدوان، كانت المياه الملوّثة وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة في المخيّم المكتظ بالسكّان. وكان الفقر الناجم عن ارتفاع معدّلات البطالة مشكلة أخرى بين سكّانه الذين يزيد عددهم على 100 ألف نسمة.

والآن، بدأ الطعام ينفد في ظلّ عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف.

يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في أوضاع كارثية وصعبة بغزة في ظلّ تفشي الجوع
يعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في أوضاع كارثية وصعبة بغزة في ظلّ تفشي الجوع - وكالة الأنباء الفلسطينية

وأفاد برنامج الأغذية العالمي هذا الأسبوع بأنّ فرقه أبلغت عن "مستويات غير مسبوقة من اليأس"، بينما حذّرت الأمم المتحدة من أنّ 2,2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

وفي المخيم، ينتظر أطفال بترقب، بينما يحملون علبًا بلاستيكية وأواني طهي مكسّرة للحصول على الطعام القليل المتاح.

ومع تضاؤل الإمدادات بالغذاء وارتفاع الأسعار، يشكو شاب بحسب تقرير وكالة "فرانس برس" من أنّ سعر كيلو الأرز ارتفع من سبعة شواقل إلى 55 شيقلًا.

ويقول بغضب، مشيرًا إلى طفل بجانبه، "نحن الكبار لا يهمّنا... أمّا الصغار الذين تبلغ أعمارهم أربع وخمس سنوات، فما الذي ارتكبوه من ذنب كي يناموا جائعين ويستيقظوا جائعين؟.

"انفجار" في وفيات الأطفال في غزة

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أنّ النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى "انفجار" في وفيات الأطفال في غزة.

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير/ شباط.

وفي محاولة لسدّ جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.

وتقول امرأة من المخيم: "لا أكل ولا شرب... ولا طحين"، مضيفة: "بدأنا نتسوّل من الجيران، ولا شيقل في الدار، ندقّ الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالًا".

وتتصاعد حدّة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص.

وحمل طفل في التظاهرة لافتة كتب عليها: "لم نمت من القصف لكننا نموت من الجوع".

ورفع آخر عاليًا لافتة كُتب عليها "المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا"، بينما هتف المتظاهرون "لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار".

على مدى الأسابيع والأشهر الماضية، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تحويل غزة إلى دمار.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة