يجاهد سكان قطاع غزة للبقاء أحياء، وسط تفشي الجوع بينهم، حيث خوت البطون وانهارت الأجساد، على امتداد مساحة القطاع المحاصر من شماله وحتى جنوبه، مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه الـ137.
ويروي سكان من القطاع لـ"العربي" شهادات مروعة عن الجوع وعن الأمعاء الخاوية، حيث لجأ بعضهم للنبش تحت الأنقاض بغية الظفر بحفنة طحين ممزوجة بالرمل، أو طحن أوراق الشجر وأعلاف الحيوانات لأكلها، وحتى هذه الأخيرة بات الحصول عليها صعبًا وفق شهاداتهم.
العقاب الجماعي
وخلف حفنة من الطحين غير المعقم، قال أحد سكان القطاع لـ"العربي: "هذه الكمية من الطحين جلبها أطفال من تحت الردم، ونحاول تعقيمها، حتى غذاء الدواب الذي أصبحنا نتناوله لم يعد متوفرًا، إنهم (الأطفال) يقصدون الموت لكمية كهذه".
ولم تكتف إسرائيل بقصف البيوت والمربعات السكنية شمالي غزة، وقتل من رفض النزوح من أرضه، بل لجأت إلى سلاح العقاب الجماعي بفرض التجويع والتعطيش.
وقالت شبكة "مناصرة لاجئي فلسطين" إن أكثر من 400 ألف فلسطيني في غزة وشمالها يعيشون مجاعة حقيقية، حيث استنفدت المواد الغذائية وحتى الحبوب المخصصة للطيور والحيوانات أصبح تحصيلها من المحال.
وروى مسن فلسطيني كيف بات يبحث عن القليل من عشبة "الخبيزة" في الخلاء، بسبب عدم تناوله طعام الإفطار والغذاء، وقال: "حتى الخبيزة نعجز عن شرائها".
مخازن الأونروا فرغت من الغذاء
أما "الشبكة الحقوقية الفلسطينية" فقد دعت المجتمع الدولي وعلى رأسه الأونروا إلى التدخل السريع للحد من تأزم الأوضاع في القطاع، والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية وشيكة مع اقتراب شهر رمضان.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تقوض إسرائيل عملها الإنساني، أكدت أن مخازنها فرغت من أي دقيق أو مواد غذائية في المحافظة الوسطى، في ظل تنامي أزمة الغذاء في مختلف أنحاء القطاع، ومع شح دخول المساعدات الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة، قد حذرت يوم أمس الإثنين، من أنّ النقص المُقلق في الغذاء، وسوء التغذية المتفشّي، إضافة للانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدّي إلى "انفجار" في عدد وفيات الأطفال داخل قطاع غزّة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، والحصار المطبق على القطاع.