Skip to main content

"ذكرى الثورة".. تأهّب في السودان وسط دعوات إلى "مليونية" جديدة

الأحد 19 ديسمبر 2021
يستعد السودانيون لمليونية جديدة ضد الانقلاب بهدف إسقاطه وذلك في الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر

يتصاعد زخم الحراك السياسي في العاصمة السودانية الخرطوم مع الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر، على وقع دعوات إلى مليونيّة جديدة ترفع شعار "إسقاط الانقلاب"، في وقت لفت توقيع إعلان سياسي لدعم اتفاق قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

فقد دعا المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير إلى التظاهر الأحد في الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر والتي أطاحت بحكم الرئيس السابق عمر البشير، وذلك ضمن الحراك الاحتجاجي المستمرّ ضدّ الانقلاب، والاتفاق المبرم بين رئيس الوزراء وقائد الجيش.

وعشيّة التظاهرات الحاشدة المرتقبة، أعلنت السلطات السودانية، إغلاق معظم جسور العاصمة الخرطوم، اعتبارًا من منتصف ليلة الأحد، وذلك قبيل ساعات من انطلاق "المليونية"، التي يتوقع أن تطالب بالحكم المدني بالكامل.

ونقل التلفزيون الرسمي، عن لجنة أمن ولاية الخرطوم، إعلانها إغلاق معظم الجسور بالولاية (عددها الإجمالي 10) اعتبارًا من منتصف ليلة الأحد. واستثنى قرار الإغلاق، جسري "الحلفايا" و"سوبا" في ضواحي المدينة، بحسب المصدر ذاته.

حمدوك يدعو إلى "ميثاق سياسي"

في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إنّ بلاده تشهد تراجعًا كبيرًا في مسيرة الثورة ممّا يهدّد أمن السودان ووحدته واستقراره.

وأضاف حمدوك أنّ المبادرات التي طرحها للتوافق في السودان تعثّرت بسبب التمترس وراء مواقف الدول المختلفة، مشيرًا إلى أنّ توقيعه على الاتفاق السياسي كان لحقن الدماء.

ودعا رئيس الوزراء السوداني إلى التوافق على "ميثاق سياسي" يعالج أخطاء الماضي، وينجز ما تبقّى من أهداف الثورة، مؤكدًا أنّ الميثاق هو أكثر الطرق فعالية للعودة إلى مسار التحول الديمقراطي في السودان.

عبد الله حمدوك "انتحر سياسيًا"

في المقابل، يرى عضو المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني نور الدين صلاح الدين أنّ الشارع السوداني عمومًا أصبح غير معني بما يقوله رئيس الوزراء الذي يبدو "منفصمًا عن الواقع"، على حدّ قوله.

ويوضح في حديث إلى "العربي"، من الخرطوم، أنّ السودانيّين يستعدون لإسقاط السلطة الانقلابية التي يمثل عبد الله حمدوك أحد أركانها، مشدّدًا على أنّ الأحد سيكون "يومًا عظيمًا"، وأنّه "إذا لم يُكتَب فيه مصرع ونهاية السلطة الانقلابية ستكون بمثابة الضربة التي ستترنح بسببها السلطة الانقلابية".

وإذا يؤكد أنّه لم يكن هناك أي نوع من التفاع من قبل الشارع السوداني مع تصريحات حمدوك"، يقول: "نحن لا نحاكم النوايا ولكننا نحاكم الأفعال، وبالتالي يمكن لحمدوك أن يفسر ما قام به بالشكل الذي يراه، إلا أنّ قرائن الأحوال تقول إنّ عبد الله حمدوك اختار أن ينتحر سياسيًا".

ويعتبر صلاح الدين أنّ حمدوك "اختار أن يضيع فرصة تاريخية أتاحها له الشعب السوداني ليقوده في واحدة من أهم مراحل تاريخه الحديث"، مستنتجًا أنّ "الرجل انتحر انتحارًا سياسيًا ما سبقه إليه أحد، ولذلك نحن الآن غير معنيّين بأيّ شيء يقوله".

ويخلص إلى أنّ "أمامنا سلطة انقلابية رئيس الوزراء عبد الله حمدوك جزء منها، وقد قرّرنا بمعية الشعب السوداني أنّ هذه السلطة الانقلابية يجب أن يكون مصيرها الزوال".

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضًا لإجراءات استثنائية، تضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها "انقلاب عسكري".

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقع البرهان وحمدوك اتفاقًا سياسيًا يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويًا لاستكمال المسار الديمقراطي.

إلا أن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق باعتباره "محاولة لشرعنة الانقلاب"، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة