الأربعاء 18 Sep / September 2024

ذهبية أولمبية تاريخية.. إيمان خليف ترد في الحلبة على حملات التنمر

ذهبية أولمبية تاريخية.. إيمان خليف ترد في الحلبة على حملات التنمر

شارك القصة

إيمان خليف تقبل الذهب في أولمبياد باريس بعد انتصارها ببطولة الملاكمة
إيمان خليف تقبل الذهب في أولمبياد باريس بعد انتصارها ببطولة الملاكمة- غيتي
خرجت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف من أولمبياد باريس منتصرة على واحدة من أكبر الحملات التي تواجه أي رياضية بعدما أحرزت ميدالية ذهبية تاريخية.

توجت الرياضية الجزائرية إيمان خليف، بذهبية الملاكمة لوزن 66 كلغ في أولمبياد باريس 2024 بفوزها الجمعة، في النهائي على الصينية يانغ ليو خلال النزال الذي أقيم بمجمع رولان غاروس، بعد رحلة واجهت خلالها حملات تنمر، وعنصرية، قادها كبار المؤثرين الغربيين في العالم. 

واستطاعت البطلة الجزائرية إيمان خليف الفوز على الصينية بطلة العالم بـ3 جولات متتالية، بإجماع الحكام، لتظفر بالميدالية الذهبية الأولى في تاريخ الملاكمة النسائية الجزائرية.

خليف تطوف بعلم الجزائر بعد انتصارها
خليف تطوف بعلم الجزائر بعد انتصارها- رويترز

وتلقت خليف اتصالًا هاتفيًا مباشرًا من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي هنأها بالإنجاز الأولمبي، وكتب عبر منصّة التواصل الاجتماعي إكس: "كلنا فخر واعتزاز بك، أيتها البطلة الأولمبية إيمان.. انتصارك اليوم هو انتصار الجزائر وذهبك ذهب الجزائر.. شكرًا لك إيمان خليف. تحيا الجزائر”.

تضامن أولمبي وحقوقي مع إيمان خليف

وأثيرت موجة جدل على نطاق واسع حول مشاركة إيمان في الأولمبياد، بعد انسحاب ملاكمة إيطالية من مواجهتها في دور الستة عشر خلال أقل من دقيقة واحدة إثر تلقيها سلسلة من اللكمات القوية.

وتدير اللجنة الأولمبية الدولية منافسات الملاكمة في أولمبياد باريس، بعد أن جردت اللجنة الاتحاد الدولي للملاكمة من أهليته كهيئة عالمية حاكمة للعبة العام الماضي، بسبب قضايا تتعلق بالحوكمة والتمويل.

وأهدت إيمان خليف بلادها ثاني ميدالية ذهبية في باريس بعد الذهبية الأولى التي فازت بها لاعبة الجمباز كيليا نمور.

وعلا الصراخ في ملعب فيليب شاترييه في رولان غاروس الذي تحوّل إلى قاعة لاستقبال نزالات الملاكمة، فور الإعلان عن اسم إيمان. ووقفت الجماهير تصفّق وتلوّح بالأعلام الجزائرية وتهتف: "إيمان، إيمان، إيمان..."، كما انتقلت الاحتفالات إلى خارج القاعة ووصلت شوارع باريس، وبلادها الجزائر. 

وقالت إيمان في المؤتمر الصحفي عقب فوزها: "أشكر الله عز والله لأني أحلم بالميدالية الأولمبية منذ ثماني سنوات، بدون نوم وتدريب مستمر. الآن أنا بطلة أولمبية. سعيدة للغاية".

"ولدت امرأة وعشت امرأة"

وأضافت خليف: "تعلمون العناء والحملة التي تعرضت لها والحمد الله العناء والتعب توج بالذهبية التي أهديها للشعب الجزائري والعربي، خاصة بعد الكم الهائل من الرسائل التي تلقيتها من كل أنحاء العالم، وأهديهم هذه الميدالية بعد الحملة الشرسة التي تعرضت لها والتي كان ردي عليها دائمًا في الحلبة".

وتابعت: "الدورة الأولمبية محفل كبير وفيه مستويات مرتفعة من كافة أنحاء العالم لذلك كانت الحرب من كافة الاتجاهات لكنها زادت من عزيمتي وتصميمي على تحقيق الحلم". وأضافت البطلة الجزائرية: "هذه الميدالية الذهبية أفضل رد على الحملة الشرسة ضدي".

الاحتفالات في الجزائر بفوز إيمان خليف بالذهبية الأولمبية
الاحتفالات في الجزائر بفوز إيمان خليف بالذهبية الأولمبية - رويترز

وكانت إيمان خليف واجهت سيلًا من خطابات التمييز والعنصرية والتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حملة تشكك بهويتها الجنسية، قادها كبار المؤثرين الغربيين كالملياردير الأميركي إيلون ماسك، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، والمقدم البريطاني بيرس مورغان, والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.. 

وفي ردها على الجدل الدائر حولها، قالت إيمان في المؤتمر الصحفي: "أنا امرأة مثل أي امرأة، ولدت امرأة وعشت امرأة، لكن هناك أعداء للنجاح لا يستطيعون تقبل نجاحي".

العلم الجزائري

وفي النزال، خيّم الحذر على بداية الجولة الأولى، إلا أن خليف كانت المبادرة فسدّدت لكمات أصابت وجه ورأس منافستها ما منحها التفوّق، قبل أن يعلن الجرس انتهاء الجولة على وقع هتافات "1، 2، 3، تحيا الجزائر". ولم تتعب إيمان ولم تكل الجماهير، فتابعت في الجولة الثانية تحركاتها متفادية لكمات خصمتها وتحيّنت الفرص لتوجيه اللكمات.

وعندما أشارت شاشة عملاقة وُضعت داخل القاعة إلى تفوّق الجزائرية للمرة الثانية وقفت الجماهير مصفّقة. وعلى وقع البوق وصرخات "أولي أولي"، استهلت الملاكمتان الجولة الثالثة، فحاولت إيمان تفادي لكمات منافستها ورغم ذلك انهالت عليها بالضربات وتلقت بعضها. ورغم هجوم اللاعبة الصينية، إلا أن الفوز كان من نصيب خليف التي خرجت منتصرة في معركتها.

وساد جنون غير مسبوق في القاعة واكبته خليف برقصة النصر، مانحة القارة الإفريقية أول ذهبية في ملاكمة السيدات، قبل أن تتجه إلى مدربها وتعانقه بشدة، ليحملها بعدها الطاقم التدريبي ويطوف بها في القاعة وهي ترفع العلم الجزائري، فيما وقفت الجماهير تصرخ وتصفق.

وباتت خليف أول امرأة جزائرية تحرز ميدالية أولمبية في الملاكمة، وأول ملاكم أو ملاكمة من بلادها تحصد الذهبية منذ حسين سلطاني في أتلانتا 1996، بإجماع الحكام.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close