رئة العالم الثانية بعد الأمازون.. إليكم ما نعرفه عن غابات حوض الكونغو
سيبقى العالم ممتنًا لرئته الخضراء التي خذلها البشر ولم تخذلهم، حيث تواصل الغابات ما استطاعت امتصاص الانبعاثات الكربونية ليبقى الكوكب مكانًا صالحًا للعيش.
وإن كانت الأمازون الغابات الاستوائية المطيرة الأكبر، فإن غابات حوض الكونغو تحل ثانية، وتلعب دورًا حيويًا عالميًا لا ينحصر على مستوى القارة الإفريقية.
وفي هذا الصدد، يشير البنك الدولي إلى أن الحفاظ على غابات حوض الكونغو هو أمر حيوي لمستقبل العالم.
وبينما تفقد الأرض سنويًا مساحات واسعة من غاباتها الاستوائية البكر، قُدرت في العام 2022 بأنها تعادل مساحة سويسرا أو هولندا، فإن الدمار الذي يؤثر على الأنظمة البيئية يطال غابات حوض الكونغو أيضًا.
فسيفساء غابات حوض الكونغو
تعتبر غابات حوض الكونغو "الرئة الخضراء الثانية" للعالم بعد الأمازون، وتغطي مساحة 3.3 ملايين كيلومتر مربع، وتوصف بأنها أكثر مقاومة لتغيّر المناخ من غابات الأمازون.
وبينما يشير موقع world wild life إلى أنها تعجّ بالحياة، يصفها بأنها فسيفساء من الأنهار والغابات والسافانا والمستنقعات والغابات المغمورة بالمياه.
وتمتدّ هذه الغابات على 6 بلدان بما في ذلك حوالي الثلث في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والبقية في الغابون والكونغو والكاميرون وإفريقيا الوسطى وغينيا الاستوائية.
وبحسب "بي بي سي"، فهي تضم حوالي 314 مليون هكتار من الغابات المطيرة الأولية، التي تعد الأقدم والأكثر كثافة والأكثر أهمية من الناحية البيئية.
إلى ذلك، تعتبر غابات حوض الكونغو بمثابة "بالوعة" مذهلة للكربون وتحدّ إلى جانب المحيطات وغيرها من الغابات - من آثار التغيّر المناخي؛ وهي تمتص وحدها حوالي 1.2 مليار طن من ثاني أوكسيد الكربون كل عام، وفق المصدر نفسه.
كما تعتبر غابات حوض الكونغو ملاذًا لأنواع مهدّدة بالانقراض؛ منها الغوريلا الجبلية والأوكابيس. وهذا الأخير حيوان ثديي فريد من نوعه ربما يكون الوصف الأفضل له أنه مزيج بين زرافة وحمار وحشي.
بدورها، الفيلة يتهددها الخطر أيضًا في حين تلعب دورًا هامًا لا يقتصر على أكل بذور الأشجار والتغوّط فحسب - وهو ما يعد فعالًا في تخزين الكربون - بل تسهم أيضًا في عملية إنبات الأشجار من خلال البراز.
وتذكر وكالة "فرانس برس"، أن الفيلة ومن خلال دوسها على أنواع من النبات تنمو تحت أخرى، توفر مساحة أكبر للأشجار العالية التي تلتقط كمية كبيرة من الكربون.
أما النباتات الاستوائية الموجودة في حوض الكونغو، فإنها تقارب 10000 نوع؛ 30% منها تعد فريدة من نوعها في المنطقة.
وعلى صعيد البشر، يسكن الغابات المطيرة نحو 150 مجموعة عرقية مميزة من بينها شعب باكا الذين يتبعون أسلوب حياة بدائي يعتمد على الصيد وجمع الثمار.
مخاطر تهدد غابات حوض الكونغو
إلى ذلك، تواجه غابات حوض الكونغو مجموعة من المخاطر وتتعرّض للكثير من الأضرار يرجعها خبراء إلى عوامل منها مشاريع التعدين والنفط.
ويقولون إن الحرائق فيها تنتج في الأساس عن التقنيات الزراعية التقليدية. كما يلجأ الكثير من المزارعين إلى تقنية القطع والحرق لإزالة الغابات بغرض الطهو والحصول على الطاقة مع غياب التيار الكهربائي.
وقد توصل باحثون في دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر" في مارس/ آذار الماضي، إلى أنّ حوض الكونغو يُتوقَع أن يشهد تسارعًا في عملية إزالة الغابات خلال السنوات المقبلة، ما قد يؤدي إلى انخفاض تساقط الأمطار بنسبة قد تتعدى الـ10% بحلول نهاية القرن.