الأحد 15 Sep / September 2024

رئيسي يتهم أعداء إيران.. شائعات ومخاوف تحيط بقضية تسمم مئات الفتيات

رئيسي يتهم أعداء إيران.. شائعات ومخاوف تحيط بقضية تسمم مئات الفتيات

شارك القصة

تقرير يتناول قضية تسمم طالبات في عدد من مدارس الفتيات في إيران (الصورة: تويتر)
اتهمت بعض وسائل الإعلام جهات معارضة داخلية وخارجية باستغلال الوضع، فيما أكدت وزارة الداخلية استمرار تحقيقاتها في تلك الحوادث.

مرّت أولى حالات التسمم في إحدى مدارس مدينة قم جنوب العاصمة طهران عابرة من دون اهتمام كبير، لكن سرعان ما توسّعت رقعتها، واعتُبرت هجمات تنوعت بشأنها الروايات. وقد اتّهم الرئيس الإيراني أعداء بلاده بتنفيذها بهدف نشر الفوضى.

تسمم مئات الفتيات

بدأت القصة في قم قبل ثلاثة أشهر، لكنها خلال أسابيع امتدت إلى محافظات أخرى منها غربي البلاد وخراسان رضوي في الجنوب الشرقي وسمنان في وسط البلاد، وصولًا إلى العاصمة طهران حيث سُجلت حالات تسمم في أكثر من خمسين مدرسة في تلك المناطق. 

وقال وزير الصحة الإيراني يوم الثلاثاء: "إن مئات الفتيات في مدارس مختلفة عانين من التسمم". 

ومع اتساع جغرافيا حالات التسمم في المدارس اتسعت دائرة التساؤلات والمخاوف لدى الطلبة وأهاليهم، ما أحدث جدلًا واسعًا في الداخل الإيراني. 

شائعات وجدل

وقد فتح غموض حوادث التسمم الباب أمام شائعات كثيرة. واتهمت بعض وسائل الإعلام جهات معارضة داخلية وخارجية باستغلال الوضع والوقوف وراء تلك الشائعات، خاصة أن حالات التسمم اقتصرت على مدارس الفتيات.

أمّا وزارة الداخلية فأكدت استمرار تحقيقاتها في تلك الحوادث. وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: "لم نعثر على ما يؤكد وجود مادة سامة، يجري التحقيق في أن تكون القضية مغامرة أو تجربة مادة من قبل الطالبات". وأضاف: "أعداؤنا يسعون إلى إحداث الأزمات وبعض الأخبار المتناقلة غير صحيحة ولم تُصب طالبة بشلل".  

رئيسي يتهم أعداء بلاده بهجمات التسميم

وفي كلمة أمام حشد في جنوب إيران اليوم الجمعة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أعداء بلاده بالوقوف وراء هجمات التسميم. وقال: "هذا مخطط أمني لإحداث الفوضى في البلاد مع سعى الأعداء إلى بث الخوف وانعدام الأمن بين أولياء الأمور والتلميذات". 

وقد أشارت تقارير تناقلتها وسائل إعلام وتحدّث عنها نواب في البرلمان أن غاز النيتروجين N2 كان السبب وراء تسمم الطلبة في مدينة قم. وأشارت تقارير أخرى نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية إلى أن الأمر يعود إلى استخدام طلبة لألعاب غازية لخلق أجواء قبل الامتحانات، بحسب القائمين على بعض المدارس. 

لكن كل تلك التقارير ما تزال في إطار الفرضيات التي لم تؤكدها الجهات الأمنية، فيما الخشية قائمة من استمرار ضبابية التحقيقات. 

الاشتباه بتورط ناقلة وقود

وقال رضا كريمي صالح نائب حاكم ضاحية برديس: إن ناقلة وقود عثر عليها بجوار مدرسة في إحدى ضواحي طهران رصدت أيضًا في مدينتين أخريين ومن المحتمل أن تكون متورطة في حوادث التسميم.

وأفاد المسؤول الإيراني لوكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء بأن السلطات صادرت الناقلة وألقت القبض على سائقها. وصالح أول مسؤول حكومي يعلن احتجاز شخص فيما يتعلق بموجة التسميم.

ولفت إلى أن الناقلة نفسها كانت أيضًا في قم وبروجرد في إقليم لورستان بغرب إيران حيث عانت تلميذات أيضًا من التسميم. 

وقال صالح، في إشارة إلى منطقة برديس: "الحراس في موقف للسيارات حيث كانت ناقلة الوقود متوقفة أصيبوا أيضًا بالتسمم". 

تحقيق شفاف

وفي سياق ردود الفعل الدولية على حوادث التسمم في إيران، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة في جنيف إلى إجراء تحقيق بشفافية في الهجمات.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني في إفادة صحفية: "نعبر عن قلقنا العميق إزاء الاشتباه باستهداف الفتيات عمدًا في ظروف تبدو غامضة"، لافتة إلى ضرورة إعلان نتائج التحقيق الحكومي وتقديم الجناة إلى العدالة.

من جانبها كتبت وزيرة الخارجية الألمانية  أنالينا بيربوك على تويتر: "المعلومات التي تفيد عن تسميم تلميذات في إيران صادمة". وأضافت: "يجب القاء الضوء على جميع الحالات".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close