في خضم الحراك السياسي الذي تشهده ليبيا بشأن القوانين الانتخابية، التقى رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي في بنغازي الليبية أمس الإثنين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مجلس النواب المصري بنغازي برفقة وفد برلماني، حيث عبر جبالي الذي شارك في جلسة مجلس النواب الليبي، عن دعمه للمجلس ومخرجات لجنة 6+6 التي لم يعمل بها حتى الآن.
وقال في مؤتمر صحافي: "لقد أتينا إليكم اليوم للتعبير عن دعمنا الصادق، لكم ولدوركم في قيادة الحوار الليبي باعتباركم السلطة المنتخبة من جانب الشعب الليبي".
ويُعَدّ دعم العملية السياسية من أولويات هذه الزيارة، حيث عقد جبالي لقاء مع ممثلي لجنة 6+6 بمجلس النواب لمناقشة القوانين الانتخابية التي ما زالت محل جدل في الأوساط السياسية والعسكرية.
ورغم ما تشكله القوانين الانتخابية من عائق أمام إجراء الانتخابات، إلا أن الحراك السياسي في ليبيا لا يزال مستمرًا في انتظار الوصول إلى اتفاق حولها، حسب مراسل "العربي".
فالمفوضية العليا للانتخابات تبحث مع الأحزاب السياسية التشريعات الليبية عمومًا والانتخابية خصوصًا، في الوقت الذي تنتظر فيه المفوضية ردًا من لجنة 6+6 حول ملاحظاتها الفنية على القوانين الانتخابية، التي قد تعيق العملية الانتخابية.
وفي هذا الإطار، يوضح عضو مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات عبد الحكيم الشعاب، أنه حتى الملاحظات الفنية قد تعيق العملية الانتخابية، وعلينا ألا نستهين بها، لأنها مهمة جدًا.
ويضيف في حديث لـ"العربي"، أن "المشرع يغفل أحيانًا عن هذه الملاحظات، لأنها فنية تخص الإدارة الانتخابية".
رئيس مجلس النواب المصري يجري أول زيارة من نوعها إلى بنغازي دعما للعملية السياسية الليبية#العربي_اليوم #ليبيا #مصر تقرير: إبراهيم العبدلي pic.twitter.com/irtfzKiVv7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 20, 2023
ما هو هدف زيارة رئيس مجلس النواب المصري إلى ليبيا؟
وبشأن الرسالة التي يريد البرلمان ومؤسسات الدولة المصرية لها أن تصل من خلال هذه الزيارة، يرى مدير تحرير جريدة الأهرام أشرف أبو الهول أن زيارة جبالي إلى ليبيا ليست عادية، وهي في ظاهرها زيارة دعم ومساندة، معربًا عن اعتقاده أن ليبيا بحاجة إلى دعم ومشورة، على اعتبار أن جبالي كان رئيسًا سابقًا للمحكمة الدستورية في مصر وأشرف على تعديلات دستورية ووضع الدساتير وبحث قضايا فنية خاصة بالقوانين.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من القاهرة أنّ اجتماعات لجنة 6+6 في بوزنيقة في المغرب، والتي توصلت إلى صياغات عامة لم يتم حسمها بشكل نهائي، تحتاج إلى تقنين وتمحيص وفحص، مرجحًا أن يكون السبب وراء زيارة جبالي إلى ليبيا عرض خدماته ومساعدته، علاوة على أن الدور المصري لمساعدة ليبيا مستمر لا يتوقف.
وفيما يردف أنه لولا التدخل المصري في مختلف مراحل الصراع الحالي في ليبيا لما تحرك المجتمع الدولي بكل قوة، يؤكد أبو الهول أن مصر كانت متهمة بدعم طرف دون آخر في ليبيا نظرًا لأنها كانت ترفض التدخلات الأجنبية بشكل خاص وترفض فرض حكومة فايز السراج السابقة نفسها على ليبيا رغم أنها كانت قد انتهت، بحكم أن اتفاق الصخيرات قد سقط.
ويتابع أنه بعد هذه التطورات، تحسنت العلاقات بين مصر وغرب ليبيا، وأصبح هناك ممثلية لمصر، وعلاقات، وزيارات من قادة غرب ليبيا إلى مصر، مشيرًا إلى أن القاهرة تستضيف مجلس الدولة الليبي ممثلًا بخالد المشري أعضاء مجلس النواب الليبي ومجلس الدولة، كما أنها تستضيف اجتماعات 6+6 التي تمثل الشرق والغرب.
ويرى أبو الهول أن التطورات تسير في ليبيا بشكل سلبي في أحيان كثيرة، وكلما اقتربنا من الحل نجد أن طرفًا ما يتدخل ويعطله، لكن لدينا أمل الآن أن اجتماعات بوزنيقة والتوافقات الكثيرة التي تمت بين ممثلي مجلس النواب ومجلس الدولة والتوافقات التي تمت بين القادة العسكريين في الجانبين يمكن أن تؤدي في النهاية لتحقيق الهدف وهو إجراء الانتخابات وإزالة كل المعوقات.
ويلفت إلى أن مصر ستستفيد من الاستقرار في ليبيا، وليبيا ستستفيد أيضًا من الاستقرار في مصر، موضحًا أن ليبيا تحصل على الكثير من احتياجاتها عن طريق الأراضي المصرية وعن طريق تجارة الترانزيت عبر الموانئ والمطارات المصرية.
ويؤكد أبو الهول أن مصر عرضت كل أنواع المساعدة الممكنة للسلطات الليبية سواء في طرابلس أو بنغازي، وعرضت كل خبراتها في الإشراف على الانتخابات ومراقبتها.
ويخلص إلى أن اجتماعات بوزنيقة وصلت إلى نتائج غير حاسمة، وهناك بعض الملفات لم تحسم بشكل نهائي وأجلت، ويمكن وضع حد لها من خلال خبرات الجبالي مع المسؤولين الليبيين.
