رئيس وزراء العراق في مصر للمرة الثانية خلال أشهر.. ماذا على جدول الأعمال؟
وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الإثنين إلى مصر على رأس وفد حكومي رفيع، في زيارة رسمية هي الثانية من نوعها له إلى القاهرة.
وكان السوداني قد تباحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل توطيدها وتفعيل اللجان المشتركة"، في زيارة سابقة قام بها خلال مارس/ آذار الماضي.
واستهل السوداني زيارته أمس، بلقاء مع أفراد من الجالية العراقية في القاهرة، أشار خلاله إلى أن الهدف من الزيارة، هو الرغبة في تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات، كما تطرق إلى توجّه الحكومة نحو البناء والإعمار، "لتحقيق طموح كل العراقيين وتطلعاتهم"، إضافة إلى "جديتها في تحويل العراق إلى ورشة عمل لتعويض ما فاته وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين". وفق وكالة الأنباء العراقية.
الشراكة الاقتصادية
ولم تحدد مدة الزيارة الحالية أو جدول أعمالها، لكن طوال اليومين الماضيين، انعقدت اجتماعات تحضيرية على مستوى الخبراء للدورة الثانية من اللجنة المصرية العراقية المشتركة، استعدادًا للقاء رئيسي وزراء البلدين، وتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بينهما.
ويعتقد مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، عمرو الشوبكي، أن ملفات مشتركة عديدة تجمع البلدين، أهمها ملف الشراكة في المجال الاقتصادي إضافة إلى محاولة استكمال التفاهمات الرباعية التي سبق وأن جمعت مصر والعراق والأردن والإمارات، والتي تتضمن تفعيل الاستثمارات المشتركة.
الشوبكي وفي حديث إلى "العربي" من القاهرة، أشار لمشكلات اقتصادية يعاني منها كلا البلدين، الأمر الذي يعرقل الشراكة على أساس المنح من طرف لآخر، ويدفعها لتقوم على أساس استثمارات مشتركة يستفيد منها الشعبان العراقي والمصري، لافتًا إلى أن هذا المجال كنموذج للتعاون لا يزال بحاجة لتطوير في العالم العربي، لابتعاده عن قاعدة دعم الدول الغنية للدول الأقل ثراء.
"تحالف الشام الجديد"
وتطرق الشوبكي إلى فكرة تطوير نهج التحالفات العربية، انطلاقًا من إخفاقات التجارب الماضية، لاسيما مع انطلاقة "تحالف الشام الجديد" الذي يضم الدول الأربع، موضحًا أن هذا التحالف قائم على خلق نموذج اقتصادي قادر على جلب الاستثمارات، وبناء مشاريع مشتركة.
وكان السوداني قد أشار في كلمته أمس، إلى أن "التعاون العراقي الأردني المصري، وما تمّ تأسيسه من قبل الحكومات السابقة، يشكل موضع اهتمام من قبل حكومته، وقد تم تضمينه في المنهاج الوزاري في العراق".
وقال السوداني أمام الجالية العراقية: "رافقنا في زيارتنا إلى مصر عدد من رجال الأعمال من القطاع الخاص العراقي، وهو قطاع متمكن وفاعل"، لافتًا الى أن "مصلحة الدولة وتوجه الحكومة يتطلبان أن يكون القطاع الخاص شريكًا في علاقاتنا الاقتصادية، والتجارية مع الأشقاء والأصدقاء، وهو منهج تبنته الحكومة."