أعلنت السلطات التونسية، اليوم الخميس، أن طفلة تونسية عمرها 3 سنوات وصلت من دون ذويها الى السواحل الإيطالية في قارب يضم مهاجرين غير قانونيين، برحلة انطلقت من سواحل منطقة "صيّادة" الساحلية شرقي البلاد.
وكشف "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه كان من المفترض أن تشارك العائلة المؤلفة من الأب والأمّ وابن يبلغ سبع سنوات فضلًا عن الطفلة في عملية الهجرة.
لكن "الأب سلّم الطفلة لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنه غير أن القارب انطلق ووصل Yلى جزيرة لامبيدوزا"، بحسب المنظمة التي تتابع ملف الهجرة في تونس.
ووالدا الطفلة يعملان بائعين متجولين في مناطق الساحل التونسي، ودفعا نحو 24 ألف دينار أي حوالي 7500 يورو للمهرّب، مقابل المشاركة في عملية العبور.
بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي للصحافيين إن "النيابة العمومية فتحت تحقيقًا وقرّرت الاحتفاظ بالأب والأمّ" بتهمة "تكوين وفاق من أجل عبور الحدود البحرية خلسة".
وتظهر الإحصاءات أنه منذ مطلع 2022 وحتى أغسطس/ آب الفائت، تمكن 2635 قاصرًا من بينهم 1832 من دون مرافقة عائلية من الوصول إلى السواحل الإيطالية.
حديقة إفريقيا
وفيما تقول السلطات التونسية إنها تجد صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين أو إنقاذهم بسبب نقص المعدات، يطالب أهالي المفقودين في رحلات الهجرة غير النظامية بمدينة جرجيس السلطات بالكشف عن مصير أبنائهم.
وشيدت في جرجيس التونسية "حديقة إفريقيا" التي تضم رفات مهاجرين غير نظاميين مجهولي الهوية قضوا في قوارب الموت، وأنشأها فنان تشكيل جزائري بتصميم معماري فريد.
فتخفي هذه المقبر قصصًا ومآسي عائلات، ومنهم أحمد كنيس الذي يبحث عن جثة أحد أقاربه بين القبور مجهولة الهوية ويطالب بإعادة فتحها وإجراء تحاليل جينية، عله يرى الجثة التي يبحث عنها للمرة الأخيرة قبل أن يعود من جرجيس إلى فرنسا.
ومطلع سبتمبر/ أيلول الفائت، لقي 12 تونسيًا حتفهم أثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.
وأنشأت "حديقة إفريقيا" إكرامًا للموتى بعد رحلة عذابهم للوصول إلى أوروبا، بدلًا من مقبرة أخرى تسمى "مقبرة الغرباء" حيث ترقد جثامين مئات المهاجرين من إفريقيا، وسط سياج حديدي.
الهجرة من تونس
وتؤرق مسألة الهجرة غير النظامية السلطات التونسية المتزايدة مع تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة في البلاد، إذ يزداد الفقر في أوساط سكانها البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة يومًا بعد يوم.
وفي الأيام الأخيرة تم توقيف 1366 مهرّبًا من بينهم تونسيون وأجانب، وفقًا لوزارة الداخلية، بينما تم اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام، بينهم نحو 11 ألفًا من دول إفريقيا جنوبي الصحراء.