أعلن الجيش التشادي اليوم الثلاثاء أن الرئيس إدريس ديبي، الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عامًا، لقي حتفه أثناء تفقده للقوات على جبهة القتال مع المتمردين الشماليين.
وقال المتحدث باسم الجيش عظيم برمينداو أجونا في بث تلفزيوني؛ إن مجلسًا انتقاليًا يضم مجموعة من كبار ضباط الجيش اختار الجنرال محمد كاكا، ابن ديبي، رئيسًا مؤقتًا للبلاد.
من هو إدريس ديبي؟
ديبي الذي توفي عن عمر ناهز 68 عامًا هو ابن قبيلة زغاوة المنتشرة بين تشاد والسودان، جلس على كرسي الحكم في نجامينا، بعد انتفاضة مسلحة عام 1990. وقبل يوم من إعلان مقتله، أظهرت النتائج المؤقتة للانتخابات التي جرت يوم 11 أبريل/ نيسان الجاري فوزه بفترة رئاسية سادسة بنسبة قاربت الـ80%.
ترأس ديبي حركة الإنقاذ الوطنية، وأُرسل إلى فرنسا للتدريب وعاد إلى تشاد عام 1976.
وبقي مواليًا للجيش إلى أن دبّ خلاف بينه وبين الرئيس السابق حسين حبري، حيث اتهمه بالتخطيط لانقلاب. فغادر تشاد واتجه إلى ليبيا ثم السودان وشكّل ما يُعرف بجبهة الإنقاذ الوطنية، دعمته فيها الجارتان السودان وليبيا. وبدأ فعليًا تنفيذ ما اتُهم به ونجح في إسقاط العاصمة نجامينا عام 1989.
ديموقراطية على ظهر دبابة
استقر حال التشاد خلال ولايات ديبي المتتالية بعد تعديله الدستور وسط رفض شعبي؛ غطى على ذلك شعبيته وسط القبائل العربية.
وعلى الرغم من أن وصوله إلى الحكم أنهى دكتاتورية للتأسيس لديموقراطية على ظهر دبابة، إلا أنه أسّس وفق منتقديه ديموقراطية ببزة عسكرية.
وربما يكون إنجاز ديبي الوحيد في البلاد هو استخراج البترول في البلد الفقير عام 2003.
يُذكر أن الدول الغربية اعتبرت ديبي حليفًا في الحرب على الجماعات المتطرفة، ومنها جماعة بوكو حرام النيجيرية في حوض بحيرة تشاد، والجماعات المرتبطة بالقاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة الساحل الإفريقي.
وتُمثل وفاته انتكاسة لفرنسا التي اتخذت من العاصمة التشادية نجامينا؛ مركزًا لعملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
تاريخ مضطرب
وشهدت البلاد حالة كبيرة من عدم الاستقرار بعد الاستقلال عام 1960 مع تمرد في الشمال اعتبارًا من العام 1965.
وفي 1980، اندلعت حرب أهلية بين أنصار غوكوني وداي رئيس حكومة الاتحاد الوطني الانتقالي (بدعم من ليبيا) ووزير دفاعه حسين حبري الذي تولى السلطة عام 1982.
وفي شباط/فبراير 2008، تم بفضل الدعم الفرنسي صد هجوم للمتمردين وصل إلى أبواب القصر الرئاسي.
وفي مطلع 2019، ساعدت فرنسا الرئيس ديبي عبر قصف رتل من المتمردين التشاديين الذين دخلوا من ليبيا الى شمال شرق البلاد.
حل الحكومة وفرض حظر تجول
أُعلنت وفاة ديبي بعد يوم من إعلانه فائزًا في انتخابات رئاسية كانت ستمنحه فترة سادسة في السلطة. وقاطع الانتخابات معظم خصومه الذين شكوا طويلًا من حكمه القمعي.
وأفاد المسؤولون عن حملة ديبي الانتخابية أمس الإثنين؛ بأنه توجه إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى القوات التي تقاتل من وصفهم بالإرهابيين، بعد أن تقدم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا لمئات الكيلومترات جنوبًا نحو العاصمة نجامينا.
وقال المتحدث باسم الجيش التشادي إن "المارشال إدريس ديبي إيتنو تولى قيادة العمليات خلال قتال بطولي ضد إرهابيين من ليبيا، مثلما فعل في كل مرة تتعرض فيها مؤسسات الجمهورية لخطر داهم. أصيب خلال القتال وتوفي لدى عودته إلى نجامينا".
وجرى حل الحكومة والمجلس الوطني وفُرض حظر تجول من السادسة مساء حتى الخامسة صباحًا.
وأعلن برمينداو أن "المجلس الوطني الانتقالي يطمئن الشعب التشادي بأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لضمان السلام والأمن والنظام الجمهوري".