شنت الولايات المتحدة غارات جوية موجهة استهدفت "منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران" على الحدود السورية العراقية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن هذه الضربات أذن بها الرئيس الأميركي جو بايدن، في أعقاب الهجمات المستمرة على المصالح الأميركية في العراق.
وتأتي الضربات في مرحلة حساسة، إذ تُلقي الولايات المتحدة باللوم على فصائل عراقية مرتبطة بإيران في الهجمات الأخيرة على منشآت عراقية تضم أفرادًا أميركيين، بينما تأمل أيضًا في العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، في بيان له: بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق هذا المساء؛ "غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية".
وأضاف: "تأتي هذه الضربة عقب هجمات جماعات مدعومة من إيران، تستهدف المصالح الأميركية في العراق".
ولفت إلى أنه بالنظر إلى "سلسلة الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران"، والتي تستهدف المصالح الأميركية في العراق، وجّه الرئيس بمزيد من "العمل العسكري لتعطيل هجمات كهذه وردعها".
واستهدفت هذه الضربات منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة في موقعين في سوريا وموقع واحد في العراق.
وتابع المتحدث باسم البنتاغون: "تم اختيار هذه الأهداف لأن هذه المنشآت تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران، تشارك في هجمات بطائرات مسيّرة ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق".
ثاني هجوم أميركي
وكانت المصالح الأميركية في العراق هدفًا لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة. ونسب الأميركيون هذه الهجمات، التي لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، إلى فصائل موالية لإيران في العراق.
وتعد هذه الضربات الجوية ثاني هجوم أميركي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا، منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه.
ومنذ بداية العام، استهدف أكثر من أربعين هجومًا مصالح الولايات المتحدة في العراق، حيث ينتشر 2500 جندي أميركي، في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم "داعش".
ويُشكل استخدام طائرات بلا طيار خلال الآونة الأخيرة مصدر قلق للتحالف، لأن هذه الأجهزة يمكنها الإفلات من الدفاعات التي عمد الجيش الأميركي إلى تركيبها للدفاع عن قواته ضد الهجمات الصاروخية.
وقال مسؤولان أميركيان، تحدثا لوكالة "رويترز" شرط عدم الكشف عن هويتهما، إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات مسيرة على منشآت يستخدمها عسكريون أميركيون ومن قوات التحالف في العراق، منذ أبريل/ نيسان الماضي.
تأثير الهجوم على الاتفاق النووي
وعلى الجبهة الدبلوماسية، تأتي الضربات التي شنتها الولايات المتحدة، بعد يومين من تحذير واشنطن وباريس لإيران من أن الوقت ينفد أمام العودة إلى الاتفاق النووي، معبّرتين عن القلق من أن أنشطة طهران الذرية الحساسة يمكن أن تتطور في حال طال أمد المفاوضات.
وتشكّل العودة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أحد الوعود الرئيسية للرئيس الأميركي بايدن، بعدما كان سلفه دونالد ترمب قد انسحب منه أحاديًا عام 2018.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الجمعة الماضي: "لدينا مصلحة وطنية في السعي لإعادة المشكلة النووية إلى حيث وضعتها خطة العمل الشاملة المشتركة".
يأتي ذلك فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة؛ أنها لم تتلق "ردًا" من إيران حول احتمال تمديد التسوية المؤقتة حول عمليات تفتيش منشآتها النووية، والتي انتهت مدتها الخميس الماضي.
وكان هجوم بثلاث طائرات مسيرة مفخخة استهدف ليل الجمعة قرية واقعة على أطراف أربيل في إقليم كردستان شمال العراق، في منطقة قريبة من القنصلية الأميركية، في هجوم جاء عشية استعراض عسكري للحشد الشعبي.
وجاء الإعلان عن الضربات الأميركية، قبل يوم من لقاء بايدن نظيره الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في البيت الأبيض.