رفضت السلطة الفلسطينية اليوم الثلاثاء تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي ربط "استقرار السلطة بالسيطرة على الميدان" في الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أنّ عدم الاستقرار يرتبط بشكل أساسي باستمرار التصعيد الإسرائيلي الخطير سواء من قبل قوات الاحتلال أو المستوطنين المتطرفين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال إنّ "على الرئيس محمود عباس السيطرة على الميدان إذا أراد استقرار سلطته"، وذلك في أعقاب العملية العسكرية الواسعة التي شنها جيش الاحتلال في مدينة نابلس وأسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين بينهم قيادي في مجموعات "عرين الأسود".
واستخدم جيش الاحتلال في اقتحامه لمدينة نابلس فجر الثلاثاء قواته الخاصة وطائرات مسيّرة وأطلق قذائف صاروخية على مبان تحصن فيها فلسطينيون.
إجراءات الاحتلال تدفع نحو الانهيار
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إنّ استمرار عمليات القتل واقتحامات الأماكن المقدسة في القدس والخليل والإجراءات الأحادية الجانب هي التي تدفع بالأوضاع نحو حافة الانهيار.
ودعا أبو ردينة الإدارة الأميركية إلى التدخل وإجبار إسرائيل على أن تتوقف عن سياستها التصعيدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واعتبر أنّ التصعيد الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد 6 مواطنين خلال الساعات الماضية وإصابة أكثر من 40 فلسطينيًا بجروح هو الذي أدى إلى زعزعة الاستقرار سواء في جنين أو حصار لنابلس.
إستراتيجية إسرائيلية جديدة
وتعليقًا على التطورات الميدانية، يرى مدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عواد أن الاحتلال الإسرائيلي المعروف بإجرامه يضغط على السلطة الفلسطينية لجعل المسألة الأمنية في الضفة الغربية على عاتقها مقابل استمرارها.
ويضيف أبو عواد في حديث إلى "العربي"، من مدينة رام الله: "إن إسرائيل تدرك بشكل كبير أن السلطة الفلسطينية ضمن قيادتها الحالية متمسكة بقوة بمشروعها حتى لو أنه لا يحقق شيئًا. مجرد وجود السلطة بات حلمًا للكثير من القيادات التي غرقت في نعيم هذه السلطة"، حسب رأيه.
استشهاد وديع الحوح أحد قيادات مجموعة "عرين الأسود" في عملية عسكرية واسعة نفذها الاحتلال الإسرائيلي في #نابلس#فلسطين pic.twitter.com/v7M7iCwup4
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
ويشير مدير مركز القدس للدراسات إلى أن هناك عمل إسرائيلي مستمر من أجل بقاء السلطة الفلسطينية ويستدل على ذلك بتصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حين أشار إلى أن السلطة تمثل مصلحة إسرائيلية وعليهم تقويتها بشرط أن تعمل ضد العمل المسلح في الضفة الغربية.
ويقول أبو عواد إن هذه التصريحات تأتي في سياق المزيد من الضغط على هذه السلطة ودفعها للاصطدام مع الشارع الفلسطيني.