يبثّ جيش الاحتلال الإسرائيلي الرعب في نفوس سكان قطاع غزة عبر رسائل يبعثها إلى هواتفهم للتهديد بالقتل في حال لم ينزحوا من منازلهم، وسط استمرار قصف المنازل على رؤوس الناس، وصمت دولي أمام المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال.
ودفع هذا الأمر نشطاء في غزة ممن نالوا شهرة واسعة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى الحديث عن الشعور بالإحباط من مواصلة قصف المدنيين وقتلهم.
وقالت بيسان: "لم أعد أملك أي أمل بالنجاة كما كنت في بداية هذه الإبادة، أنا متأكدة من موتي في الأسابيع القليلة المقبلة أو حتى الأيام المقبلة. أعاني من كوابيس تمثّل الواقع حتى إنني لم أعد أفرق بين الواقع والحلم. رسالتي إلى العالم: أنتم لستم بريئون مما يجري لنا، لن نسامحكم".
مصير مجهول
هؤلاء المؤثرون والصحفيون أدَّوْا دورًا مهمًا في إيصال الصورة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، كما قدّموا المساعدة للجرحى في نقلهم إلى المستشفيات، إلى جانب تخفيف الصدمات عن الأطفال الذين تُقصَف منازلهم.
لكنّهم يخشون حاليًا من مصير مجهول ينتظرهم مع اشتداد القصف في القطاع .
ومن هؤلاء المصوّر صالح الجعفراوي الذي نشر رسالة مؤثرة أخيرًا.
وقال جعفراوي: "يشهد ربنا أنّني تعبت جدًا وأكابر على كل أوجاعي وعلى كل تعبي لأنني أعرف أنّ أناس كثر تأخد قوتها مني. رأيت أمور كثيرة لدرجة أنني أبكي كل ليلة قبل النوم، وأرى الكوابيس"، مضيفًا: "منذ 58 يومًا، لا أعرف شيئًا عن أهلي، ومع ذلك مستمرّ في النشر لكن يبدو أنّ العالم لن يستجيب".
أما المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة، فقال:"انتهت مرحلة المخاطرة لنقل الصورة وبدأت مرحلة المحاولة للنجاة، لقد نقلت بما فيه الكفاية وأشهد الله أنه كان لوجهه وخدمة لوطني".
وأضاف عزايزة: "نعيش الآن تحت بداية حصار داخلي لا يمكننا الخروج سواء باتجاه الشمال أو الجنوب، فالدبابات الإسرائيلية تحاصر المنطقة الوسطى من الشمال والجنوب، وضعنا مأساوي لأبعد مما تتخيل".
واليوم، توثّق رسائل الصحفيين والنشطاء الذين تابعهم العالم ونقلوا الصورة عن فظائع الاحتلال في غزة، حجم المأساة التي يعيشها القطاع في ظل القصف الوحشي الذي راح ضحيته 700 شهيد في يوم واحد، إثر انتهاء الهدنة في غزة التي استمرت لسبعة أيام، بعد فشل المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
