كشف مخبر روسي يعمل في جهاز المخابرات أن الرئيس فلاديمير بوتين يواجه خطر وقوع انقلاب تقوده أجهزة الأمن الخاصة به أكثر من أي وقت مضى، جراء تداعيات الهجوم على أوكرانيا.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن المخبر نقل هذه المعلومات لفلاديمير أوسيشكين، عبر رسائل إلكترونية مفادها أن "الفوضى والاستياء غمرت أجهزة الأمن بعد الهجوم الفاشل على أوكرانيا".
وأوسيشكين مدرج على قائمة المطلوبين الروسية بسبب عمله في فضح الانتهاكات في السجون الروسية.
غضب يتصاعد
ونشر أوسيشكين حوالي اثني عشر رسالة إلكترونية من المخبر. وقال للصحيفة إن المخاطر التي يواجهها عملاء المخابرات من جراء حديثهم علانية كانت علامة على غضبهم المتزايد من بوتين، الذي ألقى باللوم عليهم في فشل محاولة روسيا للإطاحة بالحكومة في كييف.
وأكد أوسيشكين أن الغضب داخل جهاز الأمن الروسي يتصاعد تجاه بوتين، حيث أصيب الضباط بخيبة أمل من تداعيات العقوبات المتزايدة التي يفرضها الغرب على روسيا.
ويتقاضى ضباط المخابرات الروسية أجورًا أعلى بكثير من متوسط ما يتقاضاه الموظفون في روسيا، إضافة إلى الشقة التي تمنحها الدولة لهم.
لا للعودة إلى الحقبة السوفيتة
ومن منزله في منفاه الفرنسي منذ عام 2015، قال أوسيشكين "إن ضباط المخابرات ورجال الشرطة والمدعين العامين وباقي الأشخاص داخل النظام، عاشوا خلال السنوات الماضية حياة جيدة. ولكن كل هذا انتهى الآن، إنهم يدركون أن هذه الحرب كارثة على الاقتصاد والإنسانية. وهم لا يريدون العودة إلى حقبة الاتحاد السوفيتي".
وأضاف أن هؤلاء على استعداد لتغيير النظام بأكمله إذا لزم الأمر. وقال: "مع كل أسبوع وكل شهر تستمر فيه هذه الحرب، يزداد احتمال حدوث تمرد عناصر من الأجهزة الأمنية".
وكشف أوسيشكين، مؤسس مجموعة حقوق الإنسان "Gulagu.net"، أن المخبر هو مسؤول عن قسم تحليلات صغير داخل المخابرات الروسية، ويتواصل معه عبر البريد الإلكتروني.
وتواصل الطرفان لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، بعد نشر "Gulagu.net" مقاطع فيديو تظهر سجناء في سجن في ساراتوف، جنوب غرب روسيا، يتعرضون للتعذيب على أيدي ضباط المخابرات الروسية.
وظلّا على اتصال في ما بعد. وفي 19 فبراير/ شباط 2022، قبل يومين من الهجوم، نبّهه المخبر إلى أن ضباط المخابرات الروسية كانوا يسعون لإثارة الاضطرابات داخل السجون الأوكرانية من خلال تشجيع النزلاء على الشغب.
وفي 4 مارس/ آذار الحالي، كتب المخبر رسالة إلكترونية من 2000 كلمة وصف فيها الحرب بأنها "فشل كامل" لا يمكن مقارنتها إلا بانهيار ألمانيا النازية.
واعتبر العديد من الخبراء في أجهزة الأمن الروسية، الرسالة الإلكترونية "أصلية".
وحذر المخبر في رسالته الأخيرة التي نشرها أوسيشكين هذا الأسبوع، من أن الكرملين كان يخطّط لشنّ عملية "مرعبة" على مدينة خيرسون في أوكرانيا من خلال اختطاف السكان ونقلهم عبر الحدود الروسية.
وقال أوسيشكين إن المخبر كان يقوم بمخاطرة كبيرة بإرسال كل رسالة، وإن موقع "Gulagu.net" وضع خطة لإجلائه.