الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

رسالة تحمل الأسى والحزن.. مجازر غزة تزيل الابتسامة عن وجه "عبود"

رسالة تحمل الأسى والحزن.. مجازر غزة تزيل الابتسامة عن وجه "عبود"

شارك القصة

عبود بطاح
خلال مقطع مدته ثلاثون ثانية فقط، قال عبود كلمة "موت" أكثر من عشر مرات
بعدما عُرف بابتسامته، جاءت رسالة الناشط الغزي "عبّود" الأخيرة مختلفة جدًا إذ كانت أكثر حزنًا وصرامة وأسى في ظل المجازر الإسرائيلية في القطاع.

منذ بدء عمليات الاحتلال في غزة، استمر شبابها ونشاطوها وصحفيوها في مواجهة الوسائل الإجرامية بطرق مبتكرة، عبر الرسم والتصوير وأحيانًا الضحكة رغم الألم.

واشتهر الكثير من أولئك الشباب على نطاق واسع لقيامهم بنقل الجانب الإنساني في غزة، بشكل يومي لطيف ومحبب.

عبد الرحمن بطاح المعروف بـ"عبّود" واحد من هؤلاء الشباب الذين كانت ابتسامتهم دائمًا حاضرة وكان متابعوه ينتظرون رسالته اليومية التي يروي فيها يوميات سكان غزة، بطريقة فكاهية مميزة.

لكن رسالة عبّود الأخيرة جاءت مختلفة جدًا إذ كانت أكثر حزنًا وصرامة وأسى، ودليلًا دامغًا على أن ما مر به أهالي غزة من أهوال خلال عام كامل في جانب وما يمرون به اليوم في شمال القطاع، من قتل وتهجير وتجويع ممنهج في جانب آخر تمامًا. وخلال مقطع مدته 30 ثانية فقط، قال عبّود كلمة "موت" أكثر من عشر مرات في حين باقي كلامه توزع بين القهر والنزوح والتشريد والمجازر والإبادة والمعاناة. وهذه الكلمات تحديدًا هي التي تلخص سياسة الاحتلال في غزة، وما يقوم به من مخططات لتهجير أهالي شمال القطاع وإفراغه من أهله.

مجازر الاحتلال متواصلة

وخلال أربع وعشرين ساعة فقط، ارتكب الاحتلال سبع مجازر، وصل منها للمستشفيات المدمرة 84 شهيدًا، و158 مصابًا، وعدد غير معلوم ما زالوا تحت الأنقاض. وحتى المجازر التي كانت لها أسماء سابقًا تعرف بها حوّلها جيش الاحتلال أيضًا إلى أرقام. 

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "مجزرة بيت لاهيا هي مواصلة لحرب التطهير العرقي والاستئصال والإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على القطاع".

في حين قال ناطق باسم الدفاع المدني بالقطاع: "قوات الاحتلال استهدفت بحزام ناري مربعًا سكنيًا في مشروع بيت لاهيا أسفر عن 73 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين". 

"تسوية شمال غزة بالأرض"

من جهته، أشار مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية للتلفزيون العربي إلى أن "الاحتلال يتعمد استهداف المنظومة الطبية بهدف إخراج كل المستشفيات عن الخدمة، وإجبار الفلسطينيين على إخلاء مناطقهم في شمال قطاع غزة". 

وانتشر على مواقع التواصل تعاطف واسع مع استمرار المجازر.

فقال يوسف الدموكي: "شمال غزة يسوى بالأرض؛ مجازر مروعة، آخرها مذبحة في بيت لاهيا حصيلتها الأولية أطفال متفحمون، والعالم منصرف عنهم بمن في ذلك جيرانهم، كل هذا الصمت وغزة تذبح، ومشروع إبادتها في ذروته! اتقوا الله في أنفسكم! اتقوا الله في غزة!".

من جهه قال الكاتب سامح عسكر: "لا أعلم أين السياسة والدبلوماسية العربية من هذه المجازر؟ توجد محرقة منتظمة لشعب عربي منذ عام. لا نقول حرب أو احشدوا الجيوش، لكن مطلوب تشتغلوا سياسة ودبلوماسية لإنقاذ من تبقى من الفلسطينيين، فوالله التاريخ لن يرحمكم، أن تحدث المحرقة أمام أعينكم وأنتم عاجزون حتى عن الاستنكار والرفض".

وكتب يوسف "صواريخ مجزرة بيت لاهيا أميركية الصنع والتذخير".

في حين قال راغب ملي: "قلبي، وروحي، وعقلي، وكل ذرة في كياني مع كل أم تنظر إلى طفلها المحترق والممزق جسده. يا له من عالم بائس وقبيح!". 

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة