الأحد 17 نوفمبر / November 2024

رغم الإجراءات الأمنية.. اقتحامات جديدة متزامنة لمصارف في لبنان

رغم الإجراءات الأمنية.. اقتحامات جديدة متزامنة لمصارف في لبنان

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول اقتحام المصارف في لبنان (الصورة: غيتي)
سجّل لبنان 3 عمليات اقتحام لمصارف خلال أقل من ساعة، نفذها مودعون يطالبون باسترداد أموالهم، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد.

اقتحم مودع غاضب مصرفًا في شرق لبنان للمطالبة بتحويل مبلغ لابنه المقيم في أوكرانيا، ضمن حلقة جديدة من حوادث مماثلة يقدم عليها مودعون يطالبون بأموالهم في بلد يرزح تحت أزمة اقتصادية خانقة.

وهذه الحادثة هي واحدة من ثلاث عمليات اقتحام وقعت خلال أقلّ من ساعة الثلاثاء، وتعقب سبعة حوادث مماثلة الشهر الماضي، دفعت بالمصارف إلى إغلاق فروعها لأسبوع قبل أن تعيد فتح أبوابها جزئيًا.

ويشهد محيط المصارف في لبنان هذه الأيام إجراءات أمنية مشددة، حيث استعانت البنوك بمجموعات خاصة لحراسة فروعها إضافة إلى قوى الأمن. وبات غالبيتها يستقبل الزبائن بناء على مواعيد مسبقة.

وديعة بقيمة 24 ألف دولار

واقتحم المودع علي ديب الساحلي صباح الثلاثاء فرع مصرف "بي إل سي" في مدينة شتورة في منطقة البقاع (شرق)، وبحوزته سلاح، مطالبًا بالحصول على وديعته التي تفوق قيمتها 24 ألف دولار، وفق ما أعلنت جمعية صرخة المودعين وهي مبادرة مدنية تعنى بحقوق المودعين وتواكب تحركاتهم.

وقال حسن مغنية من الجمعية لوكالة "فرانس برس" إن الساحلي، وهو متقاعد من قوى الأمن الداخلي وفي الخمسينيات من عمره، "سبق له أن توجه إلى المصرف لمرات عدة من أجل تحويل مبلغ مالي قدره 4430 دولارًا بدل سكن وتعليم لابنه الذي يتابع دراسته في أوكرانيا".

وأضاف: "رفض المصرف منحه المبلغ، فأقدم على اقتحام المصرف، ويحتجز رهائن داخله".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن الساحلي أن ابنه طرد من مسكنه لعدم سداده بدل الإيجار، ما اضطره إلى عرض كليته للبيع لتأمين المبلغ المطلوب. وأكّد رفضه الخروج من المصرف قبل حصوله على كامل وديعته.

إلا أنّ مراسل "العربي" أفاد بإلقاء القبض على المودع قبل أن يتمكن من تحرير وديعته.

قيود مشددة على سحب الودائع

في مدينة صور (جنوب)، اقتحم المودع علي حسن فرع بنك بيبلوس، وفق ما أفادت جمعية صرخة المودعين.

وفي طرابلس (شمال)، اقتحم عدد من موظفي شركة كهرباء قاديشا مصرف "أف أن بي، احتجاجًا على عدم تسلمهم رواتبهم، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام.

وشهدت قاعات الانتظار في المصارف منذ بدء الأزمة المالية إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين بالحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.

وتفرض المصارف اللبنانية منذ خريف 2019 قيودًا مشددة على سحب الودائع تزايدت شيئًا فشيئًا، حتى بات من شبه المستحيل على المودعين التصرّف بأموالهم، خصوصًا تلك المودعة بالدولار الأميركي أو تحويلها إلى الخارج.

وعلى وقع الأزمة التي صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، خسرت الليرة نحو 95% من قيمتها.

وينظم أهالي الطلاب في الخارج تظاهرات دورية للمطالبة بالسماح لهم بتحويل مبالغ لأبنائهم.

وتحولت مودعة اقتحمت مصرفًا الشهر الماضي، سعيًا لدفع تكاليف علاج أختها المريضة بالسرطان، إلى "بطلة"، بحسب وصف روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول صورة تظهر فيها وهي تحمل مسدسًا بينما تقف على مكتب أحد موظفي المصرف.

وتُعتبر الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان الأسوأ في تاريخه، وبات أكثر من 80% من سكان لبنان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو 30%.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close