الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

رغم انتقادات طالت سياستها إبان حكمها.. ميركل ستتقلد أرفع وسام ألماني

رغم انتقادات طالت سياستها إبان حكمها.. ميركل ستتقلد أرفع وسام ألماني

شارك القصة

تقرير خاص حول مسيرة أنغيلا ميركل عالمة الفيزياء التي حكمت ألمانيا (الصورة: غيتي)
بدأت ميركل بكتابة مذكراتها منذ مغادرتها المستشارية، وهي تحصد الإشادة حتى من خصومها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.

بعدما شغلت منصب المستشارة الألمانية على مدى 16 عامًا، ستتقلد إنغيلا ميركل أرفع وسام في ألمانيا، اليوم الإثنين، على الرغم من الانتقادات التي طالت سجلها، ولا سيما سياستها النووية وتساهلها حيال موسكو.

وستتسلم ميركل التي قادت ألمانيا بين 2005 و2021، وسام الصليب الأكبر للاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الإثنين.

ولم يحظ بهذا التكريم سوى المستشارين الأسبقين كونراد أديناور وهلموت كول.

مآخذ على ميركل

ومع ذلك، تلاشى نجم المستشارة المحافظة السابقة البالغة 68 عامًا منذ مغادرتها منصبها في ديسمبر/ كانون الأول 2021.

ويعود ذلك بشكل خاص إلى قراراتها المتعلقة بالاستغناء عن الطاقة النووية في عام 2011 وفتح أبواب بلادها أمام اللاجئين السوريين والعراقيين في عام 2015.

وطالتها الانتقادات حتى من حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وسبق أن حازت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل جائزة "نانسن" التي تمنحها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وذلك بسبب تصميمها على استضافة طالبي لجوء حين كانت تتولى مهامها.

وكانت ألمانيا قد استقبلت أكثر من 1,2 مليون لاجئ وطالب لجوء في 2015 و2016 في أوج أزمة المهاجرين الناجمة خصوصًا عن الحرب في سوريا.

بدأت ميركل بكتابة مذكراتها منذ مغادرتها المستشارية عام 2021 - تويتر
بدأت ميركل بكتابة مذكراتها منذ مغادرتها المستشارية عام 2021 - تويتر

واعتبر نائب رئيس الحزب المحافظ كارستن لينيمان في تصريح لقناة "إن تي في" الإخبارية أن المستشارة السابقة التي خلفها الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس، تحظى "باحترام كبير، خاصة على المستوى الدولي" لكنها "ارتكبت أيضًا أخطاء، بعضها فادح".

وشكل التخلي عن الطاقة النووية الذي سرعته المستشارة بعد كارثة فوكوشيما في اليابانية "خطأ" لأنه تقرر "دون تحديد الإشارة إلى كيفية تزويد أنفسنا بالطاقة بشكل مستقل نوعًا ما"، بحسب لينيمان.

كما أشار لينيمان إلى أن قرار فتح الحدود أمام اللاجئين في عام 2015، كان من بين "الأخطاء الفادحة".

ميركل تواجه خصومها

وبعدما غادرت ميركل المستشارية في أوج شعبيتها، سدّد الهجوم الروسي لأوكرانيا وصمة لإرثها لاعتبارها كانت متساهلة حيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزادت من اعتماد ألمانيا على الطاقة الروسية.

وقال الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) بيجان جير سراي: "في نهاية ولايتها (الرابعة)، لم تكن بلادنا في حالة جيدة".

غير أن ميركل التي بدأت بكتابة مذكراتها منذ مغادرتها المستشارية، تحصد الإشادة بما في ذلك من خصومها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.

وتؤكد ساسكيا إسكن، وهي من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، "أقدر بشكل خاص حنكتها الدبلوماسية وحكمتها المتعاطفة اللتين ساعدتاها دائمًا على تشكيل تحالفات وتسويات مستدامة على الساحتين المحلية والدولية".

واعتبر أوميد نوريبور، المدير المشارك لحزب الخضر، أن ميركل "طبعت بلدنا كقليلين آخرين" مشيرًا إلى أنه "ليس من الضروري أن نتفق مع كل أعمالها للاعتراف بمزاياها الكبيرة".

يذكر أن ميركل اقتحمت عالم السياسة مع انتفاضة 1989. سقط جدار برلين وقامت ألمانيا الاتحادية، فتغيّر معها مسار أنغيلا ميركل.

وكانت أصغر سياسية تجلس في مجلس الوزراء حيث عيّنت وزيرة للمرأة والشباب ثم للبيئة تحت قيادة المستشار هيلموت كول.

ومع نهاية التسعينيات خسر الاتحاد الديمقراطي المسيحي الانتخابات الاتحادية، وتبعت تلك الخسارة فضيحة مالية أطاحت برئيسه، لتجد ميركل نفسها أول امرأة تتزعّم الحزب المحافظ.

وكان عام 2005 محطة مهمة في مسار المرأة التي توصف بالرصانة والخجل بعدما تمكنت من هزم الديمقراطيين الاجتماعيين في الانتخابات بفارق ضئيل، لكن حظيت بمنصب كبير وكانت أول مستشارة في تاريخ ألمانيا الاتحادية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close