تعهد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بمواصلة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، متحديًا الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف البناء على الأراضي التي يعتبرها الفلسطينيون نواة لدولتهم المستقبلية، حسب وكالة "رويترز".
وأعلن سموتريتش في وقت متأخر أمس الثلاثاء الموافقة على بناء مستوطنة جديدة تسمى "مشمار يهودا" في غوش عتصيون، وهي مجموعة من المستوطنات تقع جنوبي القدس، وقال: إن إسرائيل "ستواصل السماح ببناء المزيد من المستوطنات".
وأضاف في بيان: "سنواصل زخم الاستيطان في كافة أنحاء البلاد".
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من تعليقات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال فيها إن واشنطن تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية تتعارض مع القانون الدولي، مما يعني العودة إلى الموقف الأميركي القديم الذي حادت عنه إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وكانت إدارة ترمب قد دعمت إسرائيل عام 2019 في بناء مستوطنات بالضفة الغربية بتخليها عن الموقف الأميركي القائم منذ زمن والقائل بأنها "تخالف القانون الدولي".
وأعاد هذا التغيير الولايات المتحدة إلى الموقف الذي تتبناه معظم دول العالم باعتبار المستوطنات المبنية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية. وتعارض إسرائيل هذا الرأي مستشهدة بالروابط التاريخية والتوراتية للشعب اليهودي بالأرض، حسب تعبيرها.
ويعتبر الفلسطينيون أن توسيع المستوطنات في أنحاء الضفة الغربية هو جزء من سياسة إسرائيلية متعمدة لتقويض طموحهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وفي الأسبوع الماضي، وافق وزراء إسرائيليون على اجتماع مجلس تخطيط للموافقة على بناء حوالي 3300 منزل في المستوطنات، وهو القرار الذي قال بلينكن إنه خيب آمال واشنطن، التي تسعى لاستئناف الجهود من أجل إنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين عبر حل الدولتين.
ويعيش سموتريتش، الذي يتزعم أحد الأحزاب اليمينية المتطرفة المؤيدة للمستوطنين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية، في مستوطنة ويدعم باستمرار بناء المزيد من المستوطنات.
وقال شلومو نئمان، رئيس بلدية المجلس الإقليمي لغوش عتصيون: "هذا أيضًا ردنا على دول العالم... سنواصل طريقنا ونعزز غوش عتصيون بمزيد من السكان وبالمزيد من المدارس والمزيد من الطرق والمزيد من رياض الأطفال".
وكانت جماعة "السلام الآن" الإسرائيلية التي تراقب التوسع الاستيطاني، أفادت في تقرير الشهر الماضي أن هناك زيادة غير مسبوقة في الأنشطة الاستيطانية منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ووفقًا لتقرير صادر عن لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يعيش ما يقل قليلًا عن 700 ألف مستوطن في 279 مستوطنة في الضفة الغربية والقدس الشرقية مقارنة مع 520 ألفًا في عام 2012.