بينما تتواصل حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أشهر، كانت حكومة بنيامين نتنياهو تفتح جبهة جديدة للاستيطان في الضفة الغربية مستغلة بذلك الانشغال الدولي بتطورات العدوان على غزة.
وتعتزم إسرائيل زيادة عدد المستوطنات على حساب المساحات السكنية في الضفة الغربية مع تسجيل عدة حوادث لعنف شديد يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين.
ارتفاع عدد المستوطنين في الضفة
ويتوقع تقرير جديد نشرته مجموعة داعمة للاستيطان استند إلى إحصاءات السكان من الحكومة الإسرائيلية ازديادا متسارعًا خلال السنوات المقبلة لعدد المستوطنين بالضفة، قد يتجاوز 600 ألف بحلول عام 2030.
وخلفية هذا التغيّر في الخطط الاستيطانية أرجعه التقرير لما حصل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، حيث تغيرت مواقف العديد من الإسرائيليين المعارضين بشأن الاستيطان.
وأشار التقرير إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة زاد بنسبة 3% تقريبًا خلال عام 2023.
وسبق أن تعهدت إسرائيل مرتين على الأقل، منذ بداية العام الجاري، بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، إلا أن هذه الفترة سجلت ارتفاعًا قياسيًا بالأنشطة الاستيطانية.
كما أشار المصدر ذاته، إلى تسجيل ارتفاع في عدد المستوطنين في الضفة بأكثر من 15% خلال السنوات الخمس الماضية، لافتًا إلى أن عدد المستوطنين تجاوز عتبة نصف مليون خلال العام الماضي.
وحسب معطيات حركة "السلام الآن"، اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، فإن الحكومة الحالية دفعت مخططات لإقامة 12 ألفًا و885 وحدة استيطانية في الضفة الغربية منذ مطلع العام الحالي.
وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن الحكومة الإسرائيلية نشرت أيضًا مناقصات لبناء ألف و289 وحدة استيطانية، ما يرفع إجمالي عدد الوحدات المخطط لها إلى 14 ألفًا و44 وحدة.
موجة من عنف المستوطنين
هذا التخطيط الاستيطاني الممنهج، تزامن معه ارتفاع لموجة من عنف المستوطنين المسلطة على الفلسطينيين في الضفة الغربية التي اشتدت أكثر منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن 388 فلسطينيًا استشهدوا بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية خلال تلك الفترة.
وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فخلال الأشهر الثمانية الأولى من 2023، وصلت حوادث عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم إلى أعلى متوسط يومي لها منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتسجيل هذه البيانات عام 2006، بمعدل ثلاثة حوادث يوميًا مقارنة باثنتين يوميًا عام 2022 وواحدة في 2021.
وارتفع هذا المعدل إلى أكثر من خمس حوادث يوميًا بعد 7 أكتوبر المنصرم.
كما وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تسجيل 1593 حالة اعتداء على الفلسطينيين منها 186 على يد مستوطنين و1407 على يد جيش الاحتلال وتسجيل 58 عملية هدم و26 إخطارًا بالهدم ووقف البناء وذلك خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي فقط، وذلك بالرغم من فرض عدة دول على غرار الولايات المتحدة عقوبات على المستوطنين المتورطين في أحداث العنف في الضفة الغربية.