لم تعد مستشفيات غزة التي ما تزال صامدة تستقبل جرحى مزقتهم الغارات فحسب، فأجساد الأطفال الهزيلة استسلمت للجوع وسوء التغذية وما يرافقهما من أعراض وأمراض.
وبينما لم تعد أفواه هؤلاء الأطفال تقوى على الصراخ، ثمة من يصرخ وجعًا نيابة عنهم. فتقول إحدى الأمهات إنها لا يمكن أن ترى طفليها وهما يموتان وسط غياب الغذاء والحليب.
يأتي ذلك في وقت لم يعد في غزة ما يكفي من محاليل التغذية الوريدية لأطفال أنهكهم الجفاف والجوع، وفقدوا القدرة على تناول الطعام، هذا إن وجد أصلًا.
هكذا تتحسر أم على رضيعتها التي تمكن الجوع من جسدها الهزيل، ولأن المصائب أحيانًا لا تأتي فرادى، تمَّ تشخيصُ الرضيعة بمرض تضخم الكبد. وحالها تسوء أكثر فأكثر، حيث غالبية الأدوية غير متوفرة وكذلك الماء.
ومع اكتظاظ المستشفيات، يتم وضع أكثر من طفل مريض في سرير واحد، الأمر الذي يساعد على نقل الأمراض.
تداعيات صحية لا يمكن إصلاحها
من جهته، قال مفوض عام وكالة الأونروا: إن تلافي وقوع مجاعة في قطاع غزة يمثل تحديًا كبيرًا يحتاج إلى وقف إطلاق النار وفتح مزيد من المعابر لتدفق الغذاء والدواء والسماح بالوصول إلى شمال غزة.
لكن إسرائيل تتعنت وما زالت ترفض هذه المطالب. ويتهم أطباء أجانب في غزة جيش الاحتلال بشن حرب على أطفال غزة ستكون آثارها مدمرة على المدى البعيد، حيث قد يسبب سوء التغذية عاهات ذهنية وجسدية لا يمكن إصلاحها.