رغم مرور حوالي ستة أشهر على أطول عدوان إسرائيلي في تاريخ الصراع، تعتبر الولايات المتحدة أن إسرائيل لم ترتكب أي جريمة حرب في غزة.
ولم يجد جون كيربي، مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، في قتل سبعة أبرياء متطوعين من منظمة المطبخ المركزي العالمي غير الحكومية بقصف إسرائيلي ما يجعل الأمر يرقى لمستوى جريمة حرب.
فبرأيه، لم يتم العثور على أي حوادث انتهك فيها الإسرائيليون القانون الإنساني الدولي، بحسب قوله.
ورغم إبعاد تهمة ارتكاب جريمة الحرب عن إسرائيل، يبدو أن حجمها وبعدها دفع جون كيربي للقول إن البيت الأبيض "غاضب" بسبب مقتل أفراد من منظمة "المطبخ المركزي العالمي" للإغاثة جراء هجوم إسرائيلي، وينتظر إجراء تحقيق شامل بالحادثة. لكن البيت الأبيض يرى أنه لا يوجد دليل على أن إسرائيل قصفت موظفي الإغاثة عمدًا.
"ضغط أميركي لضمان سلامة عمال الإغاثة"
وأضاف كيربي أن أكثر من 200 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ستواصل الضغط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني.
أما الرئيس الأميركي جو بايدن، فيتهم إسرائيل بأنها لم تفعل ما يكفي لحماية عمال الإغاثة أو المدنيين في غزة، رغم أن الولايات المتحدة حثت إسرائيل مرارًا على عدم الخلط بين عملياتها العسكرية ضد حماس، وبين العمليات الإنسانية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، بحسب تعبير الرئيس الأميركي.
وبحسب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فقد حثّت واشنطن إسرائيل على إجراء "تحقيق سريع وشامل ونزيه".
الهجوم "بدا متعمدًا"
ويبدو أن إسرائيل التي وصفت ما حصل بالخطأ الفادح، وأكدت فتح تحقيق حول ما حصل، لم تتمكن من بيعِ روايتها حتى لبعض المسؤولين الأميركيين.
وتنقل صحيفة "بولوتيكو" عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن اسمه قوله: "إن الهجوم على عمال الإغاثة الأجانب في غزة بدا متعمدًا، لأنه تم بواسطة ثلاث قنابل". وأبدى المسؤول تشكيكه في نزاهة وشفافية التحقيق الإسرائيلي.
ومساء الإثنين، استهدف جيش الاحتلال قافلة منظمة "المطبخ المركزي العالمي" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل سبعة 7 أشخاص يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وأوضحت المنظمة أنه "رغم التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فقد تعرضت القافلةُ للقصف أثناء مغادرتها مستودع دير البلح (وسط القطاع).
تواطؤ غربي
وقد تفاعل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مع تصريحات جون كيربي، حيث قال كواسي أكيمبونغ: "في محكمة مدنية، فإن الشخص الذي يقدم سلاحًا وهو يعلم جيدًا أن هذا السلاح سيستخدم لارتكاب جريمة يكون مذنبًا مثل الشخص الذي يرتكب الجريمة".
وتساءل: "هل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مذنبتان بقتل مواطنيهما في فلسطين؟"
ويقول وائل نوارة: "سبب معرفتنا أن هذا كذب، هو إخبارنا من خلال العديد من موظفي وزارة الخارجية الذين استقالوا احتجاجًا، بأنهم والعديد من زملائهم يعرفون أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وقد شعروا بالفزع من الطريقة التي انتهكت بها الإدارة قوانينها في استمرار شحنات الأسلحة".
أما زبيدة، فتقول: "عليهم أن ينفوا ذلك، وإلا فهم متواطئون. فبدون الأسلحة التي يقدمونها، لم نكن لنكون هنا".