منح مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، صفية فركاش، أرملة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وولديه عائشة ومحمد (ابنه من زوجته الأولى فتحية النوري) إعفاء من حظر السفر، معلّلًا قراره بـ "أسباب استثنائية".
وأصدر مجلس الأمن، بيانًا، ذكر فيه أن إلغاء قيود السفر "يسري على زوجة القذافي صفية فركش، وابنته عائشة القذافي وأخيها الأكبر محمد القذافي"، الذين كانوا قد حصلوا على حقّ اللجوء السياسي في سلطنة عمان.
وأوضح البيان أن الإعفاء يسري لمدة 6 أشهر، ابتداء من 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري حتى 31 مايو/ أيار 2022، بحيث يجوز لهم القيام برحلات غير محدودة لأغراض إنسانية خلال الفترة المحددة".
يُذكر أن تقديم إعفاء من حظر السفر لأسباب إنسانية يكون مشروطًا "بتقديم الأشخاص المعفيين معلومات عنهم قبل الرحلة بشهر وفي غضون شهر بعد الرحلة".
ويُلزم قرار مجلس الأمن، الدول التي تسمح لهم بالسفر إلى أراضيها أو المرور عبرها، بإخطار اللجنة المعنية بمجلس الأمن في غضون الساعات الـ24 لوصولهم أو مرورهم، عبر إشعار كتابي، يتضمن تاريخ دخولهم والمدة المتوقّعة لإقامتهم.
ويجوز لمجلس الأمن تعليق الإعفاء من حظر السفر، أو إعادة العمل به، في حالة عدم استيفاء الشروط المحدّدة.
وكان مجلس الأمن قد رفع قيود السفر عن صفية فركاش وعائشة ومحمد القذافي لمدة 6 أشهر في يونيو/ حزيران الماضي، وكان من المفترض عودة تطبيق إجراء حظر السفر في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي مايو/ أيار الماضي، رفع الاتحاد الأوروبي اسم عائشة القذافي من قائمة الخاضعين لعقوبات عام 2011، على أساس أنها لم تعد تمثّل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين في المنطقة.
وكانت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تناقلت معلومات تُفيد بوفاة صفية فركاش، عقب دخولها للعناية المركزة. إلا أن مصادر مقربة من عائلة القذافي نفت الأمر.
عائشة القذافي
وتُعتبر عائشة القذافي أقرب أبناء معمر القذافي إليه. وبعدما لفتت هذه المرأة الأربعينية الأنظار إليها في ليبيا والمحافل الدولية، توقّعت بعض التقارير أن تكون وريثة والدها في حكم البلاد.
وتتحدث التقارير عن أن القذافي في الفترة الأخيرة من حكمه، لم يكن يوفر فرصة للثناء على ابنته عائشة والإشادة بها وبأعمالها.
ونظرًا للعلاقة الوطيدة التي كانت تربطها بوالدها، تأثرت عائشة، التي تخصّصت في القانون، بآراء أبيها المثيرة للجدل، حيث هاجمت بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية في أوج أزمة قضية لوكربي.
كما أثارت الجدل حين انضمّت إلى فريق الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي شبّهته بعمر المختار.
وبرز اسمها مجددًا على الساحة الليبية في سبتمبر/ أيلول الماضي، حين ظهرت منشورات على صفحات ليبية تدّعي أنها أعلنت ترشّحها للانتخابات الرئاسية الليبية المقرّرة في ديسمبر الحالي.
دعت الليبيين إلى التصويت لشقيقها
غير أن عائشة القذافي دحضت هذه المزاعم، وأصدرت بيانًا في 20 نوفمبر الماضي، دعت فيه الليبيين للتصويت لشقيقها سيف الإسلام الذي ترشّح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وحثّت الليبيين على تجاوز جراح الماضي، والمصالحة، قائلة: "جرح ليبيا الغائر الذي لم يندمل قد أوجع الجميع ولم يستثن أحدًا".
وقالت: "آن الأوان أن ينجلي ليل الذل والمهانة بصبح يعيد صفاء الحياة وينتشل ليبيا من وحل الدنس والنهوض بها مجددًا".
وكرّرت عائشة في بيانها كلمات والدها القذافي، قائلةً: "دقّت ساعة الحقيقة من أجل ليبيا".
