المشهد من أسواق بغداد هو على غير عادته في شهر رمضان، إذ تشهد الأسواق العراقية ركودًا كبيرًا نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مقابل انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
فقد أثرت زيادة الأسعار الأسبوعية على قدرة أغلب المواطنين الشرائية، فيما يؤكد صاحب محل تجاري في بغداد أنه يشعر بالحرج أمام زبائنه الذين لم يعودوا قادرين على التأقلم مع الأسعار الجديدة المتغيرة.
وعليه، تأثّرت عادات وتقاليد أغلب العراقيين باختلال الأسعار في هذا الموسم الرمضاني نتيجة تداعيات تغيير سعر صرف الدينار أمام الدولار كما وانعكاسات الحرب الروسية – الأوكرانية على تكاليف نقل المواد المستوردة وشحنها.
وهذا ما أكّده أحد البائعين الذي قال: "الناس كانت تأتي إلى الأسواق للحصول على المواد الغذائية والفوانيس الرمضانية وغيرها.. لكن اليوم من يقصد شراء الفانوس الرمضاني سيتفاجأ أن سعره الذي كان ربع دينار أصبح اليوم 3000".
وأضاف: "بالطبع لن يشتري.. لذلك هذه التقاليد الرمضانية أصبحت تنتهي رويدًا رويدًا".
كذلك اشتكى بعض المارة من تأثير سعر الصرف على المواد الاستهلاكية الأساسية في السوق، إذ أكّدت إحدى السيدات أيضًا أن الطبقة الفقيرة هي أكثر المتأثرين بهذه الأزمة.
ركود كبير يخيم على الأسواق.. حرب #أوكرانيا تشعل الأسعار في #العراق تقرير: تحسين طه pic.twitter.com/bVV7hnU5qB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 5, 2022
في المقابل، تحاول السلطات العراقية احتواء ارتفاع الأسعار بالاعتماد على المخزون الإستراتيجي من المواد، وذلك في تجهيز مفردات البطاقة التموينية فيما يسعى البرلمان لمعالجة هذه الأزمة بإقرار قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي.
وبلغت نسبة ارتفاع أسعار المواد في الأسواق العراقية أكثر من 30%، ولا سيما المستورد منها، فيما يأمل المواطنون أن تتخذ الحكومة إجراءات أكبر تدعم الطبقات الفقيرة عبر زيادة الحصص التموينية وملاحقة المضاربين والمتلاعبين بالأسعار.
ويرسم الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا المتواصل منذ 24 فبراير/ شباط الفائت، مخاوف الجوع في العالم كله وليس فقط العراق.