استقبل اللبنانيون شهر رمضان بالهموم؛ فقر وغلاء أسعار وغياب رقابة وجشع كما يقولون. وفي ظل تخبط سياسي واقتصادي يهيمن على البلاد، تبدو الحلول الجذرية للأزمات المعيشية بعيدة.
وتظهر الأزمات الاقتصادية والمعيشية، غير الخافية على أحد، بوضوح على سلوك المواطنين عند التسوق خلال الشهر الفضيل، فقد اضطرتهم الظروف القاسية إلى الاستعاضة عن الكيلو بالحبة.
ويشير أحد المواطنين إلى أن كلفة صحن الفتوش كانت 10 آلاف ليرة؛ أما اليوم وقد أصبحت 80 ألفًا وأكثر، بات يشتري وريقات من الخس وحبات من الخضار بدلًا من ابتياعها بالكيلو.
تقهقر القدرة الشرائية للبنانيين في ظل الغلاء الفاحش وتفاقم الأزمة الاقتصادية#لبنان تقرير: علي رباح pic.twitter.com/PG1kStONYr
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 5, 2022
يقول آخر: إن ثمن كيلو البندورة بين 27 و30 ألف ليرة، فيما كانت هذه السلعة تُسجل العام الماضي 3000 ليرة، وفي سابقه 1500 ليرة، سائلًا: كيف يعيش من لا يتجاوز راتبه المليون ونصف المليون أو المليوني ليرة؟
"عرض خاص"
فيما يخصّ اللحوم، فإن متجرًا يُقدم "عرضًا خاصًا" يفيد بأن ثمن كيلو لحم العجل البلدي 220 ألف ليرة لبنانية، وهو ما يعادل 10 دولارات في السوق الموازية، أي ما يقارب 35% من الحد الأدنى للأجور، ولمن استطاع إليه سبيلًا.
يلفت محمود الحلبي، وهو صاحب متجر لبيع اللحوم، إلى أن الناس باتوا يشترون اللحمة بالأوقية، ضمن سقف ميزانية لا يزيد عن 40 أو 50 ألف ليرة.
ويشرح أن ابتياع اللحوم بالكيلو كما عهدناه سابقًا لم يعد على حاله، مستذكرًا ما درج عليه الناس من حيث الاستعداد لشهر رمضان، وشراء كميات من اللحوم تكفيهم لأسبوع كامل بـ100 دولار أميركي على سعر صرف 1500 ليرة.
"غير مبرر"
ويؤكد اقتصاديون أن الأزمة مرتبطة بارتفاع سعر صرف الدولار، ما أدى إلى ارتفاع في الأسعار بنسبة 70% في حده الأدنى منذ العام الماضي.
ففيما يشير الباحث في مركز الدراسات الدولية للمعلومات محمد شمس الدين إلى أن أسعار السلع ارتفعت بالمتوسط بنسبة 70%، يقول: إن منها ما ارتفعت أسعاره أيضًا بنسبة 100 إلى 150%.
غير أن مواطنين في الشارع يتحدثون عن ارتفاع "غير مبرر" للأسعار، لا سيما تلك العائدة لبضائع ومنتجات محلية لا توضع في خانة المستورد بالدولار الملتهب.