الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

روسيا "تحبط" قرار مجلس الأمن حول الضم.. بايدن: بوتين لن "يُرهب" واشنطن

روسيا "تحبط" قرار مجلس الأمن حول الضم.. بايدن: بوتين لن "يُرهب" واشنطن

شارك القصة

نافذة ضمن "الأخيرة" تناقش تداعيات القرار الروسي بضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا (الصورة: غيتي)
أيدت مشروع القرار الذي يدين ضمّ روسيا لأربع مناطق أوكرانية عشر دول في مجلس الأمن، بينما امتنعت الصين والهند والبرازيل والغابون عن التصويت.

في خطوة كانت متوقعة، استخدمت روسيا أمس الجمعة حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدين ضم أربع مناطق أوكرانية إلى أراضيها.

من جهته، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يرهب الولايات المتحدة وحلفاءها، منبّهًا إلى أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيدافع عن "كل شبر" من أراضيه.

وجاء كلام بايدن بعيد توقيع بوتين على قرار ضم دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا رسميًا إلى روسيا، معتبرًا أن أي اعتداء على أي من هذه المناطق سيكون اعتداء على روسيا.

وأيدت مشروع القرار عشر دول أعضاء في مجلس الأمن، بينما امتنعت كل من الصين، والهند، والبرازيل، والغابون عن التصويت.

"المهمة التي أنشئ من أجلها مجلس الأمن؟

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في بداية الاجتماع، "هذه بالضبط المهمة التي أنشئ من أجلها مجلس الأمن. الدفاع عن السيادة وحماية وحدة الأراضي وتعزيز السلام والأمن".

وأضافت أن "الأمم المتحدة بنيت على فكرة أنه لن يسمح أبدًا لدولة ما بالاستيلاء على أراضي دولة أخرى بالقوة".

من جهته، اعتبر السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا أن السعي إلى إدانة عضو دائم في مجلس الأمن أمر غير مسبوق. 

وقال متوجهًا إلى القوى الغربية: "هل تتوقعون بجدية أن تنظر روسيا في مشروع كهذا وتدعمه؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد اتضح أنكم تدفعوننا عن قصد لاستخدام حق النقض لترددوا لاحقًا أن روسيا تسيء استعمال هذا الحق".

وأضاف: "لن يكون هناك تراجع عن هذه الخطوة".

بدوره، قال السفير الصيني تشانغ جون إن "أي إجراء من جانب مجلس الأمن يجب أن يعزز تحسين الوضع وحل الأزمة، بدلًا من تكثيف النزاعات ومفاقمة المواجهة"، مكررًا أن الصين تدعم سيادة "جميع الدول وسلامتها الإقليمية".

ماذا بعد الفيتو الروسي؟

وبعد الفيتو الروسي، سيحال مشروع القرار الأميركي- الألباني، الآن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت عليه. 

وسيتيح التصويت في الجمعية العامة، حيث لا تملك أي من الدول الأعضاء البالغ عددها 193 حق النقض، إمكان تقييم درجة عزلة روسيا.

وقال المحلل في منظمة مجموعة الأزمات الدولية غير الحكومية ريتشارد غوان لوكالة فرانس برس: إن الغربيين "واثقون نسبيًا من أنهم سيحصلون على دعم قوي لوحدة أراضي أوكرانيا في الجمعية العامة".

وأضاف: "كانت دول عدة قد بدأت بالتراجع عن دعمها لأوكرانيا، ولكن من خلال وضع عمليات الضم وسلامة أراضي أوكرانيا على الطاولة، فإن بوتين سيجبر الكثير من الدول المترددة على العودة إلى معسكر أوكرانيا"، ولا سيما بعض الدول الإفريقية.

بايدن: "سيد بوتين.. لا تسئ فهمي"

وبعيد توقيع بوتين رسميًا قرار الضم،  ووعدِهِ بتحقيق "النصر" من الساحة الحمراء في موسكو، أكد بايدن أن"أميركا وحلفاءها لن يتعرضوا للترهيب، (بوتين) لن يُخيفنا". 

وتوجّه إلى الرئيس الروسي قائلًا: "إن أميركا مستعدة بالكامل مع حلفائنا في الناتو للدفاع عن كلّ شبر من أراضي الناتو (...) سيد بوتين، لا تسئ فهم ما أقوله، كلّ شبر".

ووصف بايدن حفل الجمعة في الكرملين بأنه "مبتذل"، وكان هدفه إظهار قوة بوتين، لكنه أثبت في الحقيقة "أنه يواجه وضعًا صعبًا".

وإذ تطرق الى مساعدة جديدة لأوكرانيا بقيمة 12 مليار دولار وافق عليها الكونغرس، وعد بايدن بـ"مواصلة تقديم المعدات العسكرية لكييف حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها".

كما وعد بإرسال كل ما يلزم من معدات إلى موقع الانفجارات التي تعرض لها خطا أنابيب نورد ستريم 1 و2 "لتحديد ما حصل فعليًا"، بعدما وصف ما جرى بأنه "عمل تخريبي متعمد".

وقال: "سنعمل مع حلفائنا لكشف كل ما حصل. لقد بدأت بمساعدة حلفائنا في تعزيز حماية هذه البنى التحتية الحيوية".

من جهته، أكد مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان أن خطر لجوء روسيا إلى الأسلحة النووية موجود ولكنه لا يبدو "وشيكا". 

وقال: "لا نرى حاليًا مؤشرات على استخدام وشيك للأسلحة النووية".

كما أكد سوليفان أن الجيش الأميركي في أوروبا مستعد لمواجهة "أي احتمال"، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستعلن إرسال شحنة "فورية" لأسلحة جديدة إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل.

ما شروط موسكو للعودة إلى المفاوضات؟

من جهته، يقول سيرغي ماركوف، عضو مجلس الدوما السابق: إن موسكو مستعدة للتوقف عن عملياتها العسكرية والعودة إلى المفاوضات مع كييف، لكن بشروط.

ويضيف ماركوف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، أن ما حصل ليس "ضمًّا للأراضي، لأن روسيا لا تحتاج إلى أراض جديدة، لكن عليها أن تحمي حقوق الروس الموجودين في هذه المناطق، والتي لم تحترمها كييف.

وعن ردود الفعل الدولية تجاه القرار الروسي في ظل التهديدات الروسية باستخدام السلاح النووي، يؤكد أن موسكو لن تستخدم السلاح النووي ضد أي بلد، مضيفًا أن الولايات المتحدة هي التي تقاتل روسيا من خلال الجيش الأوكراني الذي تحول إلى جيش بالوكالة لها.

من جهته، يقول قسطنطين هريشينكو، وزير الخارجية الأوكراني السابق: إن هذه المناطق لا تنتمي إلى روسيا، لمجرد أن موسكو أعلنت عن ذلك.

ويضيف هريشينكو، في حديث إلى "العربي"، من كييف، أن من حق أوكرانيا أن تطلب كل الحماية الممكنة وفق القانون الدولي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات