Skip to main content

روسيا وإفريقيا.. بوتين يعد بدراسة مقترح السلام في أوكرانيا

الجمعة 28 يوليو 2023

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن بلاده تدرس "بعناية" المقترحات التي قدمها بعض الزعماء الأفارقة لإنهاء الصراع في أوكرانيا، مشددًا على "علاقات صداقة قوية" تجمع موسكو مع البلدان الإفريقية.

وقال بوتين في اليوم الثاني من قمة روسية إفريقية في سان بطرسبرغ: "نحن نحترم مبادراتكم وندرسها بعناية".

وقدم الزعماء الأفارقة مبادرتهم للسلام الشهر الماضي إلى كل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لكنها لم تنل تأييد أي من الجانبين.

وفي منتصف يونيو/ حزيران الماضي، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الخطة الإفريقية للحل في أوكرانيا، "يصعب جدًا تنفيذها"، لكنه أكد أنه رغم ذلك فإنّ "الرئيس بوتين أبدى اهتمامه بدرسها"، حسبما نقلت حينها وكالات أنباء روسية.

واستقبل بوتين المقترحات الإفريقية في البداية بذكر قائمة من الشكاوى الروسية من أوكرانيا والغرب، بينما رفض زيلينسكي فكرة وقف إطلاق النار تظل موسكو معه مسيطرة على ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا ويمنح القوات الروسية الوقت لإعادة تنظيم صفوفها.

تخفيف الديون الإفريقية

في غضون ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن بوتين قوله الجمعة، إنّ بلاده ستخصص نحو 90 مليون دولار إضافية للبلدان الإفريقية لتخفيف عبء الديون.

وقال بوتين إن روسيا تشارك في الجهود المبذولة للتخفيف من عبء ديون البلدان الإفريقية، مضيفًا: "حتى الآن، بلغ إجمالي الديون التي شطبناها 23 مليار دولار. وفي آخر الطلبات الواردة من البلدان الإفريقية، سنخصص أكثر من 90 مليون دولار لهذه الأغراض الإنمائية"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأكد بوتين على أن بلاده وإفريقيا تربطهما "علاقات صداقة قوية وعلاقات وثيقة متبادلة المنفعة، وتم وضع أسسها في منتصف القرن الماضي أثناء نضال شعوب القارة من أجل حريتهم".

واعتبر الرئيس الروسي أنه "لم يتم القضاء على بعض مظاهر الاستعمار حتى يومنا هذا" في القارة الإفريقية، متهمًا الدول الكبرى بممارسة "الاستعمار في المجالات الاقتصادية والمعلوماتية والإنسانية".

تسليم الحبوب "مجانًا"

وكان بوتين قد تعهد في افتتاح القمة الروسية الإفريقية بتسليم الحبوب بشكل مجاني إلى ست دول إفريقية، وسط مخاوف سائدة بعد انتهاء مفاعيل اتفاقية أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.

وأوضح أمس أنّ موسكو ستكون قادرة على تسليم 50 ألف طن من الحبوب مجانًا إلى ست دول منها زيمبابوي والصومال وإريتريا، بالإضافة إلى ثلاث دول تقربت من روسيا في السنوات الأخيرة هي مالي وبوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى.

والأسبوع الماضي، تخلت موسكو عن اتفاقية مهمة أتاحت لأوكرانيا منذ صيف عام 2022 أن تُصدِّر، بما في ذلك إلى إفريقيا، حبوبها عبر البحر الأسود، رغم الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية، وهو ما ساهم في استقرار أسعار المواد الغذائية واستبعاد مخاطر الشح.

وفي الأيّام الأخيرة، حاولت روسيا طمأنة شركائها الأفارقة، قائلة إنّها تتفهّم "قلقهم" بشأن هذا الموضوع، مؤكّدة استعدادها لتصدير حبوبها "مجّانًا" إلى البلدان التي هي في أمسّ الحاجة إليها.

وسعت روسيا في السنوات الأخيرة إلى تعزيز علاقاتها مع إفريقيا، خصوصًا عبر وجود مجموعة "فاغنر" المسلّحة في القارة.

وفي إشارة إلى هذا الاهتمام، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولتين في القارة منذ مطلع السنة، في محاولة لجذبها إلى معسكر موسكو، مقدمًا ذلك على أنه حصن في وجه "الإمبريالية" و"الاستعمار الجديد" الغربي. غير أنّ تمرّد فاغنر في يونيو الماضي يلقي بظلال من الشك على مستقبل عملياتها في القارة.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة