بعد مرور أكثر من 40 يومًا على الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير/ شباط الماضي، لا تزال تركيا تلملم جراح منكوبيها من الأطفال الناجين من تحت الأنقاض.
خلال عمليات الإنقاذ التي تلت الزلزال، عثرت فرق الإنقاذ على العديد من الأطفال الذين نجوا بأعجوبة بعد أيام على بقائهم تحت الأنقاض، ولكن المعضلة التي يُواجهونها أنهم لا يعرفون أسماءهم، كون معظم هؤلاء في السنوات الأولى من عمرهم.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الأطباء والجهات الرسمية يستخدمون الحمض النووي والصور وبصمات الأصابع من أجل لمّ شمل هؤلاء الأطفال مع عائلاتهم.
في الأسبوع الأول من الزلزال، وصل مئات الأطفال الرضع والصغار إلى مستشفى مدينة أضنة بدون وثائق ثبوتية. وكان حوالي 250 منهم أصغر من أن ينطقوا أسماءهم.
78 طفلًا مجهول الهوية
ومع الكارثة الإنسانية الكبرى التي حلّت بالبلدين، تتعامل السلطات التركية مع أزمة إنسانية ثانوية، حيث ترعى السلطات الصحية ما لا يقلّ عن 1915 طفلًا تمّ إنقاذهم دون آباء أو أسرة على قيد الحياة. ولا يزال 78 منهم على الأقل مجهولي الهوية.
"الرضيعة السورية المعجزة" التي ولدت تحت أنقاض الزلزال تستقر في أحضان عمّتها#زلزال_سوريا_تركيا pic.twitter.com/tQZlOYjMJY
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 19, 2023
وتتضاعف المعضلة أمام الكوادر الطبية خلال محاولة لمّ شمل الأطفال مع أقاربهم الناجين، خاصة في ظل وجود العديد من اللاجئين السوريين في تلك المناطق، فيما تتحدث تقارير عن عمليات اتجار بالأطفال.
والأسبوع الماضي، نفت ديريا يانيك، وزيرة الأسرة التركية، شائعات حول تسليم بعض الأطفال المجهولين لأسر جديدة.
وبدأت الشرطة التركية جمع عينات من الحمض النووي وبصمات للأطفال في قاعدة بيانات حكومية تستخدم من أجل جمع شمل الأطفال الناجين بعائلاتهم اعتمادًا على البيانات "البيومترية"، بما في ذلك الصور والأوصاف المادية.
وتُشرف وزارة العدل التركية على قاعدة البيانات هذه، إذ تم تسريع نتائج فحوصات الحمض النووي من 10 أيام لتصبح ثلاثة أيام فقط.
ويتحقّق مسؤولو المستشفى من نتائج الحمض النووي للأطفال الناجين، والوصف المادي، والموقع الذي تمّ العثور عليهم فيه من خلال القوائم التي أعدها رجال الإنقاذ والمسؤولون الحكوميون والمتطوعون من أكثر من 20 دولة. كما زار البعض مواقع الزلزال للبحث عن أدلة من شأنها أن تساعد في تحديد هوية الطفل.
وبموجب هذه الإجراءات، أشارت وزارة الصحة التركية إلى أنه جرى لمّ شمل أكثر من 1600 طفل مع أسرهم، 92 منهم كانوا تحت رعاية الدولة.