رفض زوج شميمة بيغوم التي عُرفت باسم "عروس داعش" إدانة قطع رؤوس أو استخدام عبيد الجنس، وأوضح أنه ما زال يأمل في "قيام دولة الخلافة".
وتحدث ياغو ريديك، البالغ 29 عامًا، في مقابلة من مركز احتجاز شمالي سوريا، واصفًا حياة الزوجين السابقة بـ"الجميلة" في ظل التنظيم.
وتزوج المتطرف الهولندي ريديك من بيغوم (15 عامًا) بعد أيام من وصولها إلى سوريا من شرق لندن عام 2015، وأنجبا ثلاثة أطفال معًا، ماتوا جميعًا.
وتُحتجز بيغوم في مخيم الروج للاجئين الذي يديره الأكراد شمالي سوريا وسط معركة مستمرة للعودة إلى المملكة المتحدة، بعد أن جُردت من جنسيتها في فبراير/ شباط 2019.
كذلك يُحتجز ريديك في مركز اعتقال في المنطقة نفسها. وأدين في محكمة هولندية عام 2018 لانضمامه إلى التنظيم، وسيواجه عقوبة بالسجن لست سنوات إذا حاول العودة إلى أوروبا.
وفي حديثه إلى آلان دنكان، وهو جندي إسكتلندي سابق يصنع فيلمًا وثائقيًا عن تنظيم الدولة، قال ريديك: "إنه لا يتفق مع الهجمات الإرهابية التي يزعمها تنظيم الدولة على ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة لأنها تضمنت قتل أبرياء".
وأضاف: "أرى أن هذه الهجمات ليست مسؤولة من الناحية الإسلامية".
ومع ذلك، عند سؤاله عن الهجمات على المسلمين والأيزيديين الآخرين، الذين تم بيعهم لمقاتلي التنظيم عبيد جنس، هز ريديك رأسه وقال: "لا تعليق".
"تكوين أسرة من جديد"
وكشف ريديك أيضًا أنه ناقش الزواج مع بيغوم مباشرة عند وصولها إلى سوريا عام 2015 ووافقت على الشروط قبل عقد قرانهما، حيث طلبت بيغوم منحها بعض الحريّات مثل الذهاب للتسوق ورؤية الأصدقاء. وقال: "إن بيغوم طلبت أن يكون مهرها ترجمة إنجليزية للقرآن"، ووافق على ذلك.
وابتسم أمام الكاميرا وهو يتذكر كيف كانت العائلة تخبز الكعك لكسب المال بينما كانت بيغوم حاملًا بابنها الثاني جلا. وقال: "كانت هناك أيام لطيفة مع زوجتي وأطفالي في المنزل، بعض الذكريات الجميلة".
وكشف ريديك أنه يريد العودة لبيغوم و"تكوين أسرة من جديد". وفي العام الماضي حثّ بيغوم على "بذل كل ما في وسعها لبناء مستقبل لهما" لأنها حاربت قرار وزارة الداخلية بتجريدها من جنسيتها البريطانية.
وأوضح أنه "وجد صعوبة في تحمل أن بيغوم تعرضت لإجهاضين قبل أن تلد أطفالها الثلاثة". وفي حديثه عن الإجهاض الأول، قال: "كان من الصعب تحمله. أنا رجل عائلة، أحب الأسرة، أحب الأطفال". وأشار إلى أن بيغوم حملت فور إجهاضها الأول لكنها فقدت الجنين للمرة الثانية.
كما أكّد أنه أثناء إقامته في ظل التنظيم، اتصل بأسرته في الوطن أكثر مما تحدثت بيغوم مع أسرتها، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.
كما رفض ريديك التعليق على نظرة بيغوم إلى عمليات قطع الرؤوس التي قام بها عناصر التنظيم. ووصف رؤية الجثث التي تُركت في الشارع بأنها "ليست صورة لطيفة"، لكنه رفض إدانة الفعل باعتباره خطأ. وقال: "لا يمكنني التعليق حقًا".
من لندن إلى سوريا
وكانت بيغوم واحدة من ثلاث طالبات من أكاديمية بيثنال الخضراء التحقن بتنظيم الدولة. وانضمت كاديزا سلطانة وأميرة عباسي، اللتان كانتا تبلغان من العمر آنذاك 16 و 15 عامًا على التوالي، إلى بيغوم في رحلة من لندن إلى إسطنبول قبل أن يشقوا طريقهم إلى سوريا.
وعادت بيغوم، البالغة من العمر 19 عامًا وهي حامل في خطر، إلى الظهور في مخيم للاجئين السوريين في أوائل عام 2019. وقالت: "إنها تريد العودة إلى بريطانيا".
وفي مقابلة استثنائية، اعترفت بأنها لم تندم على الانضمام إلى التنظيم، قائلة: إن التجربة جعلتها "أقوى وأكثر صرامة''. واعترفت بأنها كانت تعلم أن التنظيم كان ينفذ عمليات قطع الرؤوس والإعدامات قبل مغادرتها، مضيفة أنها كانت "موافقة على ذلك في البداية".
وكشفت أيضًا أنها غادرت الرقة في يناير/ كانون الثاني 2017 مع زوجها، لكن طفليها، فتاة تبلغ من العمر عامًا واحدًا وصبيًا يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، توفيا منذ ذلك الحين. وتوفي الطفل الرضيع الذي كانت تحمله في وقت لاحق في مخيم شمالي سوريا. وتشير التقارير إلى أنه عانى من صعوبات في التنفس.
معركة الجنسية
وأثارت قضية بيغوم جدلًا سياسيًا كبيرًا في بريطانيا، ما أدى إلى قيام وزير الداخلية آنذاك ساجيد جافيد بسحب جنسيتها البريطانية لأسباب تتعلق بالأمن القومي في فبراير/ شباط 2019.
وطعنت بيغوم في قرار الحكومة، وعام 2020، قضت محكمة الاستئناف بأن "الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقديم استئناف عادل وفعّال هو السماح لها بالدخول إلى المملكة المتحدة لمتابعة استئنافها''. وفي وقت لاحق، ألغت المحكمة العليا الحكم، وقالت: "إن بيغوم لا يمكنها العودة إلى المملكة المتحدة للطعن في القضية".
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، ظهرت بيغوم متأنقة في برنامج "غود مورننغ بريتاين" وتوسلت الجمهور البريطاني المغفرة والسماح لها بالعودة إلى بريطانيا. كما قدمت عرضًا مباشرًا مفاجئًا لمساعدة حكومة بوريس جونسون في مواجهة التطرف والإرهاب.