الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

زيارة أردوغان إلى السعودية.. هل هي نهاية التوتر بين أنقرة والرياض؟

زيارة أردوغان إلى السعودية.. هل هي نهاية التوتر بين أنقرة والرياض؟

شارك القصة

يلقي "للخبر بقية" الضوء على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض ودلالاتها (الصورة: تويتر)
ينتظر الأتراك صناعة سياسة خارجية جديدة في زمن صعب، فهم يتهيؤون لموسم انتخابي حاسم على وقع مزيد من ارتفاع الأسعار.

يشق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طريقا آخر إلى الرياض. وإلى عاصمة خليجية أخرى، يختار أردوغان أن يحث الخطى لأجل المصالحة، وبحثًا عن بداية جديدة في المنطقة.

ويقول الرئيس التركي إنه يحرّك سياسات بلاده، في لحظة تعيد الدولة التركية النظر في صلاتها بالمنطقة.

كما يؤكد أن زيارته إلى السعودية، هي "مؤشر على إرادتنا المشتركة لصفحة جديدة من التعاون"، مشيرًا إلى أن التعاون سيكون في مجالات مختلفة.

القطيعة السعودية التركية

قبل ست سنوات، زار العاهل السعودي أنقرة، على أنغام دبلوماسية رغم أصوات انتفاضة الثورات العربية الهادرة حينها، وبقي الوضع تحت السيطرة وعلى وتر مصالح السياسة ومكاسب الاقتصاد.

لكن ذلك التقارب أصبح سريعًا من أرشيف علاقات الرياض وأنقرة، بعد محاولة الانقلاب العسكري في تركيا ومن ثم حصار قطر، وصولًا إلى مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.

يفسر سرد الأحداث هذا الفتور والخلاف الذي شاب العلاقة بين البلدين، والذي وصل إلى حد العداء بين الطرفين.

واليوم، ينتظر الأتراك صناعة سياسة خارجية جديدة في زمن صعب، فهم يتهيؤون لموسم انتخابي حاسم على وقع مزيد من ارتفاع الأسعار. وتعوّل الأسواق التركية على عودة المستثمرين من حجم السعوديين، فالقطيعة التي أحدثتها قرارات السياسة، قد تصبح اليوم مكاسب اقتصادية بعد الزيارة.

طي صفحة الماضي

في هذا السياق، يعتبر رئيس منتدى الخبرة السعودي أحمد الشهري أن ما يُتوقع من زيارة الرئيس التركي إلى الرياض هو طي صفحة الماضي "التي باشرت تركيا بها".

ويقول في حديث إلى العربي من الرياض: "في الفترة السابقة كان أردوغان يتفنن في خسارة الحلفاء، حيث اعتمد سياسات خارجية متعارضة مع عدد من دول الخليج والدول العربية والولايات المتحدة الأميركية".

ويضيف: "أعتقد أن خطوة الزيارة إيجابية، وتؤسس للمسار الثاني وهو عودة التضامن العربي والإسلامي وتشكيل تحالف عربي إسلامي جديد في ظل التغيرات الجيوسياسية والجيو-إستراتيجية على المستوى الدولي بعد الحرب الروسية الأوكرانية".

ويرى أن معالم هذا التحالف بدأت بالظهور من خلال مواقف دول الخليج ومنظمة أوبيك بلاس بعدم الانصياع إلى مطالب الغرب بتحويل النفط إلى سلعة سياسية.

تصفير المشاكل

من جهته، يشير أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون برهان كور أوغلو، إلى أن سياسة تصفير المشاكل ليست جديدة على تركيا، فهي سياسة حزب العدالة والتنمية.

ويقول، في حديث إلى "العربي" من إسطنبول: "بدءًا من عام 2015 كانت هناك تحديات جديدة وسياسات أميركية جديدة في المنطقة، إضافة إلى الموقف المتباين بين تركيا والدول العربية بشأن ثورات الربيع العربي، حيث أعطت أجواء تلك الثورات سماء من عدم التفاهم بين شعوب المنطقة وحكوماتها".

ويعتبر أوغلو أنه مع عودة العلاقات الخليجية القطرية، أصبحت هناك فرصة جديدة لمراجعة ما حصل. ويقول: "هناك إرادة مشتركة في المنطقة بين الإمارات وتركيا والسعودية وقطر وعسى أن تنضم إلينا مصر".

ويضيف: "الأفضل أن نجلس ونحدد ما تقتضيه مصالحنا المشتركة". ويشير إلى أن هذه المصالح تضم التجارة والأمن القومي وغيرها من الأمور.

تجاوز العقبات

يدوره، يعتبر أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فريحات أن زيارة الرئيس التركي إلى الرياض لم تكن لتحدث لولا تجاوز الخلافات القائمة والملفات العالقة بين أنقرة والرياض.

ويلفت، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، إلى أن هذه الزيارة كانت مقررة في شهر فبراير/ شباط الماضي، لكنها لم تحدث بسبب عدم تجاوز عقبتين رئيسيتين هما ملف الصحافي جمال خاشقجي وإغلاق بعض القنوات الإعلامية التابعة للإسلاميين في تركيا.

ويقول إبراهيم: "على الأقل، وللسنوات الثلاث المقبلة، وطالما لا يزال الرئيس الأميركي جو بايدن في الحكم، فمن المتوقع لهذه العلاقات أن تستمر".

ويضيف: "باعتقادي أن نقطة البداية في التحول في العلاقة بين الطرفين جاءت من درجة الإحباط التي يعيشها الطرفان التركي والسعودي في العلاقة مع الولايات المتحدة، إذ إن إدارة بايدن لا تخفي ضغطها على كلا البلدين، وقد وصلت العلاقات بين كل من تركيا والسعودية مع الولايات المتحدة الأميركية إلى أدنى مستوياتها".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close