الأحد 15 Sep / September 2024

زيارة المشيشي للدوحة.. أي انعكاسات على الوضع السياسي في تونس؟

زيارة المشيشي للدوحة.. أي انعكاسات على الوضع السياسي في تونس؟

شارك القصة

جاءت زيارة المشيشي إلى الدوحة في وقت تمر فيه تونس بوضع اقتصادي صعب زادت من حدته أزمة سياسية تغذيها تجاذبات بين رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان.

أجرى رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي زيارة إلى الدوحة، هي الثانية خلال أسابيع لمسؤول تونسي رفيع المستوى، بعد زيارة رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.

وقد استغرقت زيارة المشيشي للدوحة ثلاثة أيام، التقى خلالها كبار المسؤولين القطريين في مقدمتهم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وطغى الجانب الاقتصادي على الزيارة، مع توقعات بدعم قطري غير مسبوق مرتقب لتونس، وتأكيد على وقوف قطر مع تطلعات البلد الذي كان انطلاقة الربيع العربي.

لكنّ الزيارة جاءت أيضًا في سياق أزمة سياسية بين أقطاب السلطة في تونس وتجاذبات سياسية لا تريد الدوحة الانحياز فيها لطرف على حساب الآخر.

من هنا، تُطرَح علامات استفهام بالجملة حول مخرجات زيارة رئيس الحكومة التونسي للدوحة وانعكاساتها على الوضع السياسي الداخلي في تونس، إضافة إلى آفاق الشراكة الاقتصادية القطرية التونسية، ومجالات التوافق الثنائي في الملفات الإقليمية.

هل تجنّب الدوحة تونس مرحلة العجز؟

جاءت زيارة المشيشي للدوحة في وقت تمر فيه تونس بوضع اقتصادي صعب فاقمته تداعيات جائحة كورونا، وزادت من حدته أزمة سياسية تغذيها تجاذبات بين رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان.

وفي حين أعطت الحكومة التونسية لهذه الزيارة طابعًا اقتصاديًا، تعوّل على قطر لتعزيز موقفها لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي الذي أوقف دعمه لها، بسبب غياب الاستقرار الحكومي وعدم التزام الحكومة التونسية بالإصلاحات الاقتصادية.

في هذا السياق، قد تجد تونس دعمًا قطريًا يجنّبها مرحلة العجز عن سداد ديونها الخارجية، المقدَّرة بستة مليارات دولار لهذا العام.

قطر من بين أهم 10 مستثمرين في تونس

وتبذل الحكومة التونسية جهودًا لدعم اقتصادها ورفع حجم الاستثمارات على أراضيها، لا سيما محفظة الاستثمارات القطرية التي تسعى إلى تنويع مجالاتها، وهذا ما أكده أيضًا الرئيس قيس سعيّد خلال زيارة قام بها نهاية العام الماضي إلى الدوحة.

وشدد سعيّد حينها على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركية التونسية القطرية خلال النصف الأول من العام الحالي، بعدما حافظ البلدان خلال عام 2020 على علاقات تجارية متميزة، حيث صُنّفت قطر من بين أهم 10 مستثمرين في تونس.

السياق الليبي والخليجي غير بعيد عن زيارة المشيشي

يرى أستاذ الاقتصاد في معهد الدوحة للدراسات العليا نزار جويني أنّ زيارة رئيس الحكومة التونسي جاءت تتويجًا لزيارات عديدة سبقتها، وأيضًا لعمل لجان مشتركة بين البلدين، بداية من سفراء البلدين ووزارة الخارجية، وزيارة رئيس الدولة التونسية قيس سعيد إلى الدوحة، ثم زيارة رئيس البرلمان.

ويلفت جويني، في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى عدّة سياقات توضع هذه الزيارة في إطارها، بدءًا من الانتخابات التي جرت في الولايات المتحدة، والتي ألقت بظلالها على منطقة الخليج والمنطقة العربية ككل.

ويشير جويني كذلك إلى السياق الليبي، معتبرًا أنّ ما يحصل في ليبيا ألقى بظلاله على المحادثات القطرية التونسية.

ولا يستبعد جويني أهمية السياق الخليجي في تحديد مخرجات الزيارة، لا سيّما وأنّ الدول الخليجية تعيش مصالحة خليجية، متحدّثًا عن تغير جيو-استراتيجي في المنطقة العربية.

ويلفت إلى أنّ قطر طرف في هذا التغيير وكذلك تركيا، مشيرًا إلى أنّ موقع تونس الجغرافي استراتيجي وقربها من ليبيا يعطيها دورًا في هذا السياق العربي.

قطر من الدول الداعمة للانتقال الديمقراطي في تونس

من جهته، يتطرق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سالم بولبابة إلى السياقات التي جاءت فيها زيارة المشيشي، لافتًا إلى أنّها جاءت بعد زيارة رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وإن صُنّفت الأخيرة على أنّها خاصة.

ويوضح بولبابة، في حديث إلى "العربي"، من تونس، أنّ حزب حركة النهضة هو من الحزام البرلماني المساند لهشام المشيشي، وبالتالي فهو يحاول أن يساعده ربما في المجال الاقتصادي والسياسي.

ويلفت إلى أنّ أحد مستشاري الغنوشي قال إنّ المشيشي سيلقى في قطر ما هيّأ له راشد الغنوشي من أرضية وتفاهمات حول مساعدات مالية وطبية، وبالتالي فإنّ هذا الأمر لم يعد خافيًا.

لكنّه يشدّد على أنّ زيارة المشيشي إلى قطر لا تُعتبَر "شاذة"، باعتبار أنّ قطر هي من الدول الداعمة للانتقال الديمقراطي في تونس، وهي ساعدت تونس منذ الثورة وساعدت كل الحكومات التونسية وهذا ما قاله سابقًا الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.

وانطلاقًا من ذلك، فهو يضع الزيارة في إطار استكمال برامج الشراكة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بين البلدين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close