الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

زيارة بلينكن إلى الرياض.. كيف ستؤثر على العلاقة السعودية الأميركية؟

زيارة بلينكن إلى الرياض.. كيف ستؤثر على العلاقة السعودية الأميركية؟
الثلاثاء 6 يونيو 2023

شارك القصة

لن يغيب عن لقاءات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض اتساع النفوذ الروسي الصيني في منطقة الخليج - غيتي
لن يغيب عن لقاءات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض اتساع النفوذ الروسي الصيني في منطقة الخليج - غيتي

حطّت طائرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة السعودية الرياض للاجتماع بالمسؤولين السعوديين لمناقشة عدد من الملفات، وعلى رأسها التعاون الإستراتيجي بين الجانبين، علاوة على بحث القضايا الإقليمية والعالمية. 

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن بلينكن سيشارك أيضًا في اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي الأميركي لبحث تعزيز الأمن والاستقرار، علاوة على استضافته اجتماعًا وزاريًا للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة وتسليط الضوء على الدور الحاسم الذي يؤديه في مواجهة التهديد المستمر للتنظيم. 

ملفات على أجندة بلينكن في الرياض

ومن المتوقع أن تبحث الزيارة في التقدم المتسارع في العلاقات السعودية الإيرانية وإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية. 

ولن يغيب عن اللقاءات كذلك اتساع النفوذ الروسي الصيني في منطقة الخليج، إضافة إلى آمال بلينكن في طرح تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية، وهو ما ذكّر به المجتمعين في "أيباك" المؤيد لإسرائيل قبيل الزيارة. 

كما سيحضر الملف الاقتصادي في اللقاءات من نافذة أسواق الطاقة بعد أيام من تعهد الرياض بخفض إنتاجها النفطي بصورة أكبر، وهي إحدى المسائل التي كثيرًا ما أثارت إحباط المسؤولين الأميركيين وزادت التوتر في العلاقات. 

وكان مسؤولون أميركيون ردّوا على تعهّد السعودية بخفض الإنتاج بأن ذلك القرار لم يؤثر حتى الآن على الأسعار، مشددين على أن تركيز واشنطن منصب في هذه المرحلة على التوازن بين العرض والطلب بغية عدم ارتفاع الأسعار وانعكاس ذلك على المواطن الأميركي.

رسائل "طمأنة" من واشنطن إلى الرياض

في هذا السياق، يشير أستاذ الأمن القومي في جامعة الدفاع الوطني الأميركية جودت بهجت إلى أن الولايات المتحدة والسعودية حليفتان وثيقتان منذ عام 1945، وشأنهما شأن أيّ حليفين، هناك مجالات للاتفاق وأخرى للخلاف في إطار العلاقة بين البلدين.

ويلفت في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى وجود العديد من القضايا التي ستكون موضع نقاش في اللقاءات التي يعقدها وزير الخارجية الأميركي في السعودية، من بينها الملفات المرتبطة بالنفط والتطبيع مع إسرائيل، علاوة على العلاقة مع إيران والصين.

من المتوقع أن تبحث الزيارة في التقدم المتسارع في العلاقات السعودية الإيرانية وإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، ولن يغيب عنها أيضًا اتساع النفوذ الروسي الصيني في منطقة الخليج

وفيما يلاحظ أنّ هناك تصوّرًا في الرياض وفي عواصم عربية أخرى أنّ الولايات المتحدة تركت المنطقة، ولا سيما أنّها منهمكة بمواجهة موسكو وبكين، يشدّد على أن الولايات المتحدة تريد أن تطمئن السعودية والحلفاء الآخرين بأنّها لم تترك المنطقة، وأنّها باقية فيها، وهو ما سيؤكد بلينكن خلال زيارته.

ويؤكد أنّ الحكومة الأميركية تحترم السعودية والدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها دولًا ذات سيادة من حقها أن تقرر لأنفسها ما تشاء، معربًا عن اعتقاده في الوقت نفسه بأنّ العلاقة بين السعودية والصين لا تأتي على حساب الولايات المتحدة والسعودية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض للقاء المسؤولين السعوديين - رويترز
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض للقاء المسؤولين السعوديين - رويترز

السعودية "تبحث" عن "حلفاء جدد"

في المقابل، يعتبر الأكاديمي والكاتب السياسي أحمد الركبان أن الإدارة الأميركية الحالية حاولت خفض العلاقات مع السعودية، وأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن أراد بعد انتخابه إقصاء المملكة العربية السعودية.

ويقول الركبان في حديث إلى "العربي"، من الرياض، إن "أميركا يجب أن تفهم أن القوة الخليجية ملتحمة ضد أي تهديد دولي، سواء كان من الولايات المتحدة أو غيرها"، لافتًا إلى أن المملكة العربية السعودية تبحث عن حلفاء جدد.

سيحضر الملف الاقتصادي في اللقاءات من نافذة أسواق الطاقة بعد أيام من تعهد الرياض بخفض إنتاجها النفطي بصورة أكبر، وهي إحدى المسائل التي كثيرًا ما أثارت إحباط المسؤولين الأميركيين وزادت التوتر في العلاقات

ويعتبر الركبان أن "من أولويات السعودية انضباط الولايات المتحدة الأميركية في تعاطيها مع المملكة بغض النظر عن الظروف والأمور التي تحدث مستقبلًا".

وفيما يشدّد على أنّ الرأي العام السعودي والخليجي لا يثق بهذه الإدارة، يعرب عن اعتقاده بأنّه من الصعب إعادة العلاقات السعودية الأميركية إلى أوج قوتها، متحدّثًا عن خطوات إيجابية يجب أن تقوم بها الإدارة الأميركية أولاً.

ويرى أنّ العلاقات السعودية الروسية مثلاً لا يجب أن تؤثر على هذا الأمر، لافتًا إلى أنّ الساسة في الرياض يعملون على خلق توازن في العلاقات، ولذلك من الصعب التفريط بالعلاقة بين السعودية وروسيا.

التحالف بين السعودية والولايات المتحدة "لم ينتهِ"

وحول التباين في وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية وأميركا، يشير الباحث في العلاقات الدولية أمجد جبريل إلى أن نقطة التوازن تبتعد عن كل من الرياض وواشنطن.

ويقول في حديث إلى "العربي" من اسطنبول: "إن السعودية قامت بتوظيف ناجح للأزمة الأوكرانية وغيرها من المتغيّرات الدولية لكي توسع وتعزّز علاقاتها الخارجية وبالتحديد مع الصين وروسيا".

ويشير إلى أن "جزءًا من الأخطاء الأميركية الإستراتيجية في هذا الموضوع هو أنها لم تلتفت إلى وضعية تحالفاتها في الشرق الأوسط، وهي تدير الأزمة الكبرى مع روسيا حول أوكرانيا".

ويخلص إلى أنّ "نقطة التوازن السعودية الأميركية السابقة بدأت تتغير، لكن ذلك لا يعني نهاية العلاقة والتحالف بين الدولتين"، مشدّدًا على أنّ العلاقة لا تزال تستند إلى ركائز إستراتيجية.

ويعتبر أنّ تحرك السعودية باتجاه الصين، وزيارة الرئيس الصيني إلى الرياض، عوامل أوصلت رسائل مهمّة إلى الولايات المتحدة، وهو ما تعزّز بالاتفاق السعودي الإيراني برعاية بكين.

لكنّه يلفت إلى وجود مشكلات لا تزال تعاني منها السعودية في سياساتها العامة وعلاقاتها الخارجية بصورة عامة، مضيفًا: "هي تتحرك، لكن حركتها لا تزال بطيئة ومحدودة نسبيًا، بدليل فشل الهدنة في السودان، والتوتر في العلاقات مع مصر".


للمزيد من التحليل، تناقش الحلقة المرفقة من برنامج "للخبر بقية" جوانب التغيير الحاصلة في جدار التحالف الإستراتيجي بين الرياض وواشنطن. كما تتناول الملفات التي سيحملها وزير الخارجية الأميركي إلى القادة السعوديين. وتتوقف عند العلاقة الأميركية الخليجية عمومًا، في ظلّ التغيّرات التي يشهدها العالم.
حلقة "للخبر بقية" كاملة حول زيارة بلينكن إلى الرياض ومستقبل التحالف السعودي الأميركي
المصادر:
العربي
Close