اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد خلال زيارة غير معلنة لبغداد أن الهجمات الموجهة ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، والتي اشتدت وتيرتها بعد بدء العدوان على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، "غير مقبولة على الإطلاق".
وحسب وكالة فرانس برس، فإنه لم يتمّ الإعلان مسبقًا عن زيارة بلينكن لبغداد، والتي كشفت عنها رئاسة الوزراء العراقية في بيان، لأسباب أمنية.
وتأتي هذه الزيارة في ظل هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة تستهدف قواعد عسكرية عراقية تضم قوات أميركية وأخرى من التحالف الدولي، اشتدت وتيرتها بعد العدوان على غزة.
"غير مقبولة على الإطلاق"
وخلال مؤتمر صحافي مقتضب في ختام لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قال بلينكن إنه "أوضح تمامًا" للسوداني "أن هذه الهجمات، والتهديدات التي مصدرها ميليشيات متحالفة مع إيران، غير مقبولة على الإطلاق".
وأضاف خلال المؤتمر قبل أن يغادر إلى تركيا: "سوف نأخذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية قواتنا".
من جهته، أكد السوداني على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي: إن "السوداني جدد موقف العراق الواضح والمبدئي برفض العدوان الصهيوني على غزّة، وعلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح المعابر لتفادي الكارثة الإنسانية المتفاقمة، التي راح ضحيتها المدنيون والنساء والأطفال".
وشدد على ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته إزاء المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية يوميًا بحق الأبرياء من النساء والأطفال، واستهداف المستشفيات وأماكن الإيواء، واستمرار نهج التصعيد والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
مقتدى الصدر يدعو للتظاهر
من جانبه، أكد الوزير بلينكن سعي الولايات المتحدة الأميركية للعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان في قطاع غزة، مشيرًا إلى رغبة حكومة بلاده باستمرار التنسيق والتعاون الثنائي مع العراق؛ من أجل تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
وجرى، خلال اللقاء وفق البيان بحث تطورات الأحداث المتصاعدة في قطاع غزّة، والتأكيد على ضرورة احتواء الأزمة وضمان عدم اتساعها، كما تمت مناقشة تدهور الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني، وتأكيد أهمية التنسيق والعمل على إيصال إمدادات الغذاء والمياه والرعاية الطبية، وغيرها من المساعدات المطلوبة.
من ناحيته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أنصاره للتظاهر في ساحة التحرير ببغداد رفضًا لزيارة وزير الخارجية الأميركي.
وقال في منشور على صفحة وزير القائد المرتبطة بالتيار الصدري: "على الإخوة المؤمنين التوجه إلى ساحة التحرير فورًا للتنديد السلمي بزيارة وزير خارجية كبيرة الشر أميركا، وحرق صور زعماء الإرهـاب الدولي الخرف والنـتن ومن وافقهم على المجـازر في غزة الحبيبة".
هجمات على القوات الأميركية
وتتهمّ واشنطن إيران بالتورط بشكل غير مباشر في هذه الهجمات التي طالت القوات الأميركية في سوريا أيضًا، حسب فرانس برس.
وتبنت معظم هذه الهجمات "المقاومة الإسلامية في العراق" عبر قنوات على تطبيق تلغرام تابعة لفصائل عراقية مقرّبة من إيران.
وبحسب أرقام أعلنها البنتاغون الجمعة، وقع بين 17 أكتوبر و3 نوفمبر/ تشرين الثاني 17 هجومًا في العراق و12 في سوريا.
وينتشر في العراق حوالي 2500 جندي أميركي، يقدّمون مهمات استشارية لنظرائهم العراقيين في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد ندّد بتلك الهجمات، موجهًا القوات الأمنية بـ"تعقب وتتبع العناصر المنفذة لتلك الهجمات".
وقد وصف السوداني سابقًا القصف الإسرائيلي على غزة بأنه بمثابة "إبادة" بحقّ الشعب الفلسطيني وطالب بوقف لإطلاق النار.
ويجري أنتوني بلينكن جولة في الشرق الأوسط، فقد زار إسرائيل الجمعة والأردن السبت حيث شارك في اجتماع وزاري مع خمسة من نظرائه العرب والتقى العاهل الأردني عبدالله الثاني.
وصباح الأحد، توجه إلى الضفة الغربية المحتلة حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. كما التقى في قبرص لاحقًا نظيره القبرصي والرئيس القبرصي في اجتماع جرى في المطار.