رفض مسؤول سابق في النظام الإيراني، اليوم الثلاثاء، الاتهامات بمشاركته في تنفيذ أحكام إعدام جماعية استهدفت معارضين عام 1988، واصفًا تلك الاتهامات بـ"الأكاذيب" خلال محاكمته غير المسبوقة في السويد.
وتجري محاكمة حميد نوري (60 عامًا) أمام محكمة منطقة ستوكهولهم منذ أغسطس/ آب بتهم تشمل "القتل وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب".
وترتبط تلك الاتهامات بالفترة الممتدة بين 30 يوليو/ تموز و16 أغسطس/ آب عام 1988 ويشتبه بأنه كان مساعدًا للمدعي العام لسجن كوهردشت في كرج قرب طهران.
"سأرد على جميع الأكاذيب"
ومثل نوري أمام المحكمة لأول مرة اليوم الثلاثاء، فيما تظاهر العشرات من أعضاء "مجاهدي خلق" خارج مقر المحكمة وسط ستوكهولم.
وقال للمحكمة: "لدي أربعة أيام فقط للرد على جميع الأكاذيب التي قيلت للشعب الإيراني".
وأضاف في بيان للمحكمة قبل مساءلته: "كل ما سمعناه هو عبارة عن عناصر مكررة، لكن عندما تتعمقون في التفاصيل تدركون بأنها غير منطقية. سأضع حدًا لـ33 عامًا من الأكاذيب والاتهامات".
وتعد هذه أول مرة يحاكم فيها مسؤول إيراني على خلفية عمليات الإعدام، وسيكون أمام نوري أربعة أيام للإدلاء بشهادته بشأن القضية.
وأفاد الادعاء بأن نوري شارك في إصدار أحكام الإعدام وجلب السجناء إلى غرفة الإعدام ومساعدة المدّعين في وضع قوائم أسماء السجناء.
وأقيم مجسّم للسجن داخل قاعة المحكمة. وسبق لنوري أن أصرّ عبر محاميه بأنه لم يكن حاضرًا وقت وقوع عمليات القتل.
وتفيد مجموعات حقوقية بأن ما يقرب من 5000 سجين قتلوا في أنحاء إيران، بأمر من مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني ردًا على هجمات نفّذتها منظّمة "مجاهدي خلق" في نهاية الحرب العراقية - الإيرانية (1980-1988).
شهادة أعضاء بـ"مجاهدي خلق"
من جهته، قال محامي أحد المدعين المدنيين كينيث لويس لوكالة فرانس برس: "يقول إنه لم يكن موجودًا حينها، لكن لدينا 58 شخصًا يقولون إنه كان حاضرًا".
وأدلى عدد من الشهود، بينهم أعضاء حاليون أو سابقون في "مجاهدي خلق"، بشهاداتهم خلال جلسات المحاكمة حتى الآن.
وقال أحد الشهود ويدعى رضا فلاحي: "عندما كنت في ممر الموت، كانت لدي فرصة لرؤيته وشهدت بأنهم كلما تلوا أسماء بعض الأشخاص، تبعهم هو باتّجاه غرفة الموت".
وأضاف: "كان يعود بعد حوالي 45 دقيقة مثلًا، ليتكرر الأمر نفسه".
ويعني مبدأ الاختصاص القضائي العالمي المطبّق في السويد بأنه بإمكان محاكمها مقاضاة شخص بتهم خطرة مثل القتل أو جرائم الحرب بغض النظر عن مكان وقوع الجرائم المفترضة.
استدراج عبر وعود برحلة فخمة
وأوقف نوري في مطار ستوكهولم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 عقب جهود بذلها الناشط من أجل العدالة والسجين السياسي السابق إيرج مصداقي.
وبعدما جمع ملف أدلة مكوّن من "آلاف الصفحات" عن نوري، استدرجه إلى السويد - حيث لديه أقارب - بناء على وعود برحلة بحرية سياحية فخمة.
واتّهمت كريستينا ليندهوف كارلسون، المدعية العامة السويدية، نوري بـ"تعمد إزهاق أرواح عدد كبير جدًا من السجناء المتعاطفين مع أو المنتمين إلى مجاهدي خلق"، إلى جانب آخرين اعتبروا معارضين لـ"دولة إيران الدينية".
November 23 - Stockholm Freedom-loving Iranians and supporters of the #Iran opposition PMOI/MEK call for the prosecution and accountability of Iranian regime officials involved in the summer #1988Massacre.#ProsecuteRaisiNOW Part 3pic.twitter.com/M8H6z7j9In
— People's Mojahedin Organization of Iran (PMOI/MEK) (@Mojahedineng) November 23, 2021
وتعد القضية غاية في الحساسية في إيران، حيث يتّهم ناشطون شخصيات حكومية حالية بلعب دور في عمليات القتل، أبرزهم الرئيس إبراهيم رئيسي نفسه.
وعام 2018، اتّهمت منظمة العفو الدولية الرئيس السابق للسلطة القضائية في إيران بالانضواء في "لجنة الموت" التي كانت وراء الإعدامات السرّية.
ولدى سؤاله عن القضية عامي 2018 و2020، نفى رئيسي ضلوعه فيها، لكنه أثنى على "الأمر" الذي أصدره بحسب قوله الخميني الذي توفي سنة 1989، بتنفيذ عمليات الإعدام.