لم يمنع تجدد استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة للقوافل الطبية والأطباء، الجراح أيمن السالمي من ترك كل شيء بمسقط، في عمان، والتوجه إلى غزة ومدينة رفح تحديدًا لعلاج أهلها ومداواة الجرحى فيها بعد أن تخلى عنهم العالم.
وقرر السالمي، الجراح بمستشفى خولة في العاصمة مسقط، الذهاب إلى معبر رفح جنوب غزة منذ أيام قليلة في رحلة طويلة وشاقة، ليباشر فور وصوله دوره الإنساني بمعالجة المصابين الفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ولقيت خطوة هذا الرجل بدعم أهالي غزة في ظرفهم الصعب، إشادة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلّق المدون حمود السيابي، على خطوة الطبيب قائلًا: "حمل مبضع الجراحة الذي توغل في الأبدان طوال عمله بمستشفى خولة وتوجه الجراح أيمن السالمي إلى ما تبقى من مستشفيات غزة لعل نفس المبضع ينقذ روحًا باغتتها رصاصة مجرمة ولربما كسر المجرمون مبضعه، ولكنهم لن يستأصلوا حبه لفلسطين".
من جهته، وصف عبد الله، موقف الطبيب "بالإنساني النبيل".
اجتياح رفح وتحذيرات من مذبحة
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت اليوم الأربعاء من أن شن هجوم عسكري إسرائيلي على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة قد يتسبب في "كارثة لا يمكن تصورها" ويزج بالنظام الصحي في القطاع ليقترب أكثر من حافة الهاوية.
وقال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية إن "العمليات العسكرية في هذه المنطقة المكتظة، ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها... بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال".
وتكدس أكثر من مليون فلسطيني في رفح عند الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يعيش الكثيرون في مخيمات وأماكن إيواء مؤقتة بعد الفرار من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى من غزة.
وقالت الأمم المتحدة إن أي هجوم إسرائيلي في رفح يمكن أن "يؤدي إلى مذبحة".