وصل "سان تو"، وهو أول كاهن آلي إلى إحدى الكنائس في بولندا، التي يتبع غالبية سكانها الكنيسة الكاثوليكية، لكي يتم اختباره في تقديم العظات، بعد عام من الإعداد في طوكيو.
وذكر موقع "ذا فرست نيوز"، أن غابرييل تروفاتو من جامعة "واسيدا" في طوكيو عمل على تصنيع الكاهن الآلي وإعداده لمساعدة روّاد الكنيسة خلال جائحة كوفيد 19.
وقال تروفاتو: "الحاجة لاختراع الروبوت أصبحت واضحة لي، عندما اشتكى أصدقائي من عدم قدرتهم على الذهاب للكنيسة أثناء وباء كورونا"، مضيفًا أن وجود روبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل سا نتو، قد يكون حلًا مثاليًا لمشكلات المتضررين من عدم الذهاب للكنيسة.
وتمت برمجة "سان تو" خصيصًا لتلبية احتياجات الكاثوليك، بعد تزويده بـ"مخزن ذاكرة" يتضمّن كافة المعلومات الدينية اللازمة لتنفيذ مهمته.
انفتاح ومعارضة
وأبدى روّاد الكنيسة انفتاحًا غير متوقع للتعامل مع الكاهن الآلي.
واعتبر أحدهم أن "أي شيء يُقرّبك من الله هو شيء جيد".
وقالت أخرى: "سان تو لن يُجيب على الأسئلة بشكل مباشر، لكنه يردّ باقتباسات من الكتاب المقدس.. أعتقد أن إجاباته مناسبة تمامًا".
وفي ظل تراجع عدد المتقدّمين لدراسة الدين وليصبحوا "قساوسة"، إضافة لتداعيات جائحة كورونا، فإن ذلك يُمثّل ضغطًا على الكنيسة، ويؤثّر على سهولة تقديمها خدماتها، ولذلك وصف الكثيرون الرجال الآليين بأنهم الحل.
في المقابل، قال الأب سواومير أبراموفسكي من كنيسة القديس يوحنا بولس الثاني، الواقعة غرب العاصمة البولندية وارسو: "أعتقد أنه يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في فهم تعاليم الكتاب المقدس، ولكن لا يُمكنه استبدال الكهنة أبدًا؛ لأن الروبوت ليس له روح".
ولكن حتى قبل الوباء، كان الذكاء الاصطناعي بالفعل موضوع نقاش في الأوساط الدينية.
عام 2017، واحتفالًا بمرور 500 عام على الإصلاح، كشف الألمان عن رجل آلي باسم "BlessU-2"، تمّت برمجته لتقديم العظات باللغات الألمانية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والبولندية.
وتمّ تصميم حاخام رقمي، وراهب بوذي آلي اسمه ميندار.
يذكر أن هناك بعض الاستعمالات للذكاء الاصطناعي في مجالات دينية، كما هو الأمر مع تبنّى المسلمين لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من خلال تطبيقات تعلّم الصلاة.
