السبت 16 نوفمبر / November 2024

سبتة ومليلة.. المغرب وإسبانيا يعيدان فتح الحدود للعاملين بعد سنتين

سبتة ومليلة.. المغرب وإسبانيا يعيدان فتح الحدود للعاملين بعد سنتين

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" من عام 2021 عن أزمة المهاجرين إلى سبتة (الصورة: الأناضول)
أعاد المغرب وإسبانيا فتح معابرهما بجيبي سبتة ومليلة أمام العاملين في المدينتين، إلا أن القرار وصف "بالجائر" إذ شمل عددًا محدودًا ممن يحملون تأشيرات صالحة.

بعد توقف استمر عامين وفي إطار المصالحة بين البلدين، أعاد المغرب وإسبانيا اليوم الثلاثاء، فتح معابرهما الحدودية بجيبي سبتة ومليلة أمام المغاربة العاملين في المدينتين.

فبسبب كورونا والأزمة التي كانت بين البلدين، بلغ عدد العاملين نحو 4400 عند إغلاق الحدود في مارس/ آذار 2020، وفق مصادر رسمية إسبانية، في حين تقول نقابة العمال الحدوديين بالمغرب أن هذا العدد يفوق الثمانية آلاف.

رغم ذلك، شمل القرار الأخير عددًا محدودًا من العائدين ممن ما زالت تأشيراتهم سارية الصلاحية، بحيث لم يتمكن من العودة سوى قرابة 230 مغربيًا معظمهم نساء عاملات بيوت في سبتة ومليلة، وفق ما أفادت سلطات المدينتين لوكالة الأنباء الفرنسية، حيث فقد جلّهم وظائفهم ولم يعد بإمكانهم الرجوع إلى سبتة بناء على رخص العمل التي انتهت صلاحياتها.

وظل هؤلاء العمال محرومين من مصدر دخل منذ إغلاق الحدود بسبب جائحة كوفيد-19، فاقمتها الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين المغرب وإسبانيا ربيع العام التالي، إذ إن مدينتي سبتة ومليلة الواقعتين شمالي المغرب، تخضعان لإدارة إسبانيا، فيما تعتبرهما الرباط "ثغرين محتلين".

وتوصلت الرباط ومدريد مؤخرًا لاتفاق مصالحة من بين بنوده إعادة فتح هذه المعابر منذ منتصف مارس/ آذار للمسافرين، وابتداء من الثلاثاء بالنسبة للعمال.

كذلك، أوضحت السلطات المحلية بسبتة أنها ستسمح بدخول 35 إلى 40 شخصًا يوميًا ابتداء من الغد "لتسوية وضعيتهم وطلب تأشيرة"، مشيرة إلى أن القرار يهدف إلى "استئناف تدريجي ومنظم لفتح الحدود وإنهاء الاقتصاد غير المنظم".

"قرار جائر"

من جهتها، اعتبرت نقابة العمال الحدوديين المغاربة هذا القرار "جائرًا"، وطالبت حكومتي الرباط ومدريد بالتراجع عنه، وتمكينهم من الدخول بناء على رخص العمل السابقة لتسوية أوضاعهم مع مشغليهن أو البحث عن وظائف أخرى، فق ما أوضح المسؤول في النقابة شكيب مروان للوكالة الفرنسية.

في السياق، تجمعت عشرات النساء صباح اليوم الثلاثاء على مقربة من الطريق المؤدي إلى معبر سبتة وسط مدينة الفنيدق للاحتجاج على "منعهن من الدخول" وفقدانهن وظائفهن خلال الأزمة.

ورددت العاملات "لا للفيزا" وقد شهرن رخص العمل. 

عودة الدفء للعلاقات

ويعدّ استئناف مرور العمال المغاربة نحو سبتة ومليلية أحد أبرز بنود اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه الرباط ومدريد في أبريل/ أبريل، وأنهى أزمة دبلوماسية حادة استمرت طيلة عام. 

وبدأت الأزمة حين استقبلت مدريد في أبريل/ نيسان 2021 زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة" للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا من دون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر".

وتفاقمت الأزمة بعد تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم مغاربة، وبينهم الكثير من القاصرين، على جيب سبتة، مستغلّين تراخيًا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.

حينها قررت إسبانيا إعادة غالبية المهاجرين غير النظاميين الوافدين إلى سبتة وتكفلت بالقاصرين الذين بلغ عددهم نحو 800، والذين وصلوا إلى سبتة بلا ذويهم، من خلال توزيعهم على الأقاليم بينما كان لمدريد نصيب الأسد.

وفي مارس/ آذار الماضي، عاد الدفء للعلاقات بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء، بعد أن غيرت مدريد موقفها المحايد.

يذكر أن هذه الخطوة هي الثالثة بعد استئناف الرحلات البحرية بين البلدين منتصف أبريل، والتعاون في محاربة الهجرة غير النظامية وفي تنظيم عملية عبور المغاربة المقيمين بأوروبا عبر موانئ البلدين ابتداء من 15 يونيو/ حزيران.

فقد أعلن المغرب وإسبانيا في بيان مشترك الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خريطة طريق تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما اتفقا على إطلاق الاستعدادات لعملية "مرحبا" الخاصة بعودة المغاربة المقيمين بالخارج.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close