تعددت أسلحة الموت التي استخدمتها قوات الاحتلال لقتل المدنيين في غزة وباتت توثق بالصور والدلائل على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي الرابع من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، انتشر مقطع فيديو وثقه الصحافي الفلسطيني محمد قنديل للحظة استهداف غارة إسرائيلية أحد المباني في مدينة غزة.
وقد دقّقت وحدة التحقق في التلفزيون العربي من خلال المصادر المفتوحة في هذه المشاهد للتعرف على نوع الصاروخ المستخدم.
صاروخ ينتمي لعائلة "سبيس"
ووجدت أنه من الأسلحة الذكية والفتّاكة. وينتمي إلى عائلة صواريخ "سبيس" التي تنتجها شركة "رفائيل" الإسرائيلية. وهو صاروخ "سبيس 2000"، الذي تتشابه مواصفاته مع الصاروخ الظاهر في الغارة.
ويظهر هذا التشابه جليًا في الفيديو التعريفي لهذا الصاروخ الذي وجدته وحدة التحقيق في "العربي"، خاصة مع مقارنه حجم الانفجار الظاهر في الغارة، والذي يتشابه بشكل واضح مع الانفجار الذي ينتج عن انفجار صاروخ "سبيس 2000".
فقد عمدت إسرائيل إلى استخدام هذا النوع من الصواريخ بشكل متكرر في جرائمها ضد قطاع غزة، حيث رصد تحقيق "العربي" أن الاحتلال قام باستخدام صاروخ "سبيس 2000" في قصف الأبراج السكنية في مدينة خانيونس جنوب القطاع السبت الماضي، كما أظهر ذلك الفيديو الذي وثقه الصحافي الفلسطيني صالح الجعفراوي.
وظهر أيضًا الصاروخ نفسه في مشاهد قصف أبراج سكنية في قطاع غزة انتشرت في 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
مواصفات صاروخ "سبيس 2000"
ويزن صاروخ "سبيس 2000" 450 كيلوغرامًا ويصل مداه إلى 125 كيلومترًا. ويمكن أن يحمل رأسًا حربيًا MK-83 أو رأسًا حربيًا مخترقًا BLU-109 والتي يصل مدى اختراقها لمتر ونصف المتر.
ووفقًا لشركة "رفائيل الإسرائيلية"، فإن صاروخ "سبيس 2000" يوفر قدرات مميزة في التوجيه ودقة الاستهداف. كما أن استخدام قنابل MK-84 مع الصاروخ يجعله قادرًا على استهداف ضحاياه على مدى مئة قدم بحسب الخبراء، بينما تصل قدرته التدميرية الإجمالية لـ1200 قدم بسبب تفتيت الشظايا وتطاير أجزاء من المباني المستهدفة.
أمّا تركيبة الصاروخ، فتضم نظام "جي بي أس" إلى جانب حزمة توجيه متطورة مجهزة بنظام ملاحة بالقصور الذاتي "أي أن أس"، ما يساعد تلك الصواريخ على العمل في المناطق التي تتعرض للتشويش.
وبإمكان صاروخ "سبيس 2000" مطابقة صور الهدف أثناء الحركة وتغيير مساره بشكل جزئي إلى جانب استخدامه في العمليات الليلية والنهارية وفي الطقس السيئ.
ويندرج صاروخ "سبيس 2000" ضمن عائلة تتألف من صاروخ "سبيس 250"، و"سبيس 1000"، و"سبيس 250-ER".
شراكة لتصنيع الأسلحة
وتُصنع هذه الصواريخ أيضًا من قبل شركة "رفائيل يو أس آي" وهي إحدى فروع شركة "رفائيل" الأم.
ففي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، أبرمت "رفائيل يو أس أي" شراكة مع شركة "لوكهيد مارتن" وهي شركة أميركية عالمية للأمن والفضاء.
وتنص الشراكة على قيام الشركة بتصنيع صواريخ "سبيس 250" وبيعها في الولايات المتحدة وبولندا. وبموجب هذه الاتفاقية، حصل الجيش الأميركي لأول مرة على هذا النوع من الصواريخ.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقريرًا قالت فيه: "إن الولايات المتحدة قررت تزويد إسرائيل بصواريخ سبيس بقيمة 320 مليون دولار وذلك عبر نقل الأسلحة بين شركة رفائيل الأميركية وشركتها الأم في إسرائيل".
استخدام صواريخ سبيس 2000 حول العالم
كما تتواجد صواريخ "سبيس" في جعبة عدة دول حول العالم، حيث استخدمته القوات الجوية الهندية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 في ضرب معسكرات تدريب لجماعة جيش محمد في بالاكوت الباكستانية. كما ظهرت في تدريبات جوية للقوات الكورية الجنوبية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.
وحرصت عدد من الدول كاليونان والبرازيل وكولومبيا على مدى السنوات العشر الماضية على امتلاك هذا النوع من الصواريخ بعد اتفاقيات بيع أبرمتها مع الشركة الإسرائيلية.
